إلهام ابو السعود الباحثة الموسيقية العريقة جعلت من موسيقا الطفل أولى اهتماماتها الفنية .

زُهيده هورو
هذه المرة حوارٍ من نوع خاص  ومن دون المقدمة المعتادة كما هو الحال في كل ماكتبت لأن من أحاورها سيدة سورية أصيلة ومن نوع خاص .
هي القديرة إلهام أبو السعود، أحترفت الموسيقا هياما لاحدود له  فلم تكن بحياتها لمجرد الفن فقط بل تحلت بها وامتهنتها أخلاقا و بالدرجة الأولى، لذا كانت التربوية الفاضلة والموسيقية المبدعة أجادت وبإبداع مشهود فيه بكل مجالات عملها الموسيقي من عزف وتأليف سواء لحني أو كتابي رسخت في نفوس وذاكرة كل من تريى وتعلم من رقي نهجها  الفني والأخلاقي أثرا من المستحيل أن ينسى .
ملامح موسيقية
تقول أبو السعود بأن حياتها الموسيقية قد أخذت ترسم ملامحها على يد والدها الراحل رشاد أبو السعود وتحديدا من خلال العزف على آلة العود حيث من خلالها تعلمت كل ما يخص النوتات و التدوين الموسيقي , كما تلقت منه تعلم عدة قوالب شرقية ذاكرة بذلك ( البشارف والسماعيات ) وبعد أن غدت شابة عملت أستاذة لمادة التربية الموسيقية فكانت مهتمة بأدق تفاصيل الموسيقا وإلى جانب إتقانها العزف على آلة العود أجادت أيضا العزف على آلتي البيانو والأورغ مؤكدة بأن الموسيقا من المواد الفنية المهمة وعلم كباقي العلوم الأخرى، لذا يجب نقلها وبأمانة عن طريق التدريس لكل الطلبة وبمختلف الفئات العمرية.
موسيقا الطفل
وفيما يخص هذا الجانب أفادتنا أبو السعود عن شغفها اللامحدود للموسيقا وبأنها كانت تتوق لتعليمها لكل الشرائح خاصة الأطفال الذين كانوا يتجاوبون معها بشكل وصفته بالرائع .
لافتة بأنها قدمت الكثير من مؤلفاتها اللحنية لأغانٍ وأناشيد مخصصة للأطفال بمختلف الفئات العمرية وفي كل المواضيع .
وعن سبب اهتمامها بموسيقا الطفل أكدت دعم والدها على تقديمها نتاج موسيقي خاص بالطفل لما تمتلكه من مهارات موسيقية وخبرة عالية وكون الأطفال هم الأساس لبناء مجتمع قوي مثقف وحضاري إلى جانب محبتها لهم وقربها من عالمهم المليء بالتفاؤل والفرح، لذا أبدعت بألحانها التي دونتها خصيصا لهم .
رصيد غنائي
ومايخص رصيدها الغنائي والمكتوب باللغة العربية الفصحى وعن سبب اختيارها ذلك، تقول بأن اللغة العربية الفصحى هي من أجمل وأرقى اللغات في العالم ويستطيع الأطفال أن يؤدوها بكل سلاسة كون تأديتها سهلة , وبأنها كانت تختار كلمات أغانيها التي تؤلفها بحيث تتناسب مع  كل مرحلة عمرية لتكون مناسبة لسنهم من كل النواحي اللفظية واللحنية وحتى بما تحمله من معنى
 وبأنها تعاقبت بمؤلفاتها اللحنية وحتى الكتابية  لكل الفئات العمرية للأطفال .
ولابد من الذكر بأن كل ما قدمته أبو السعود من أعمال قد كللت بالنجاح المشهود فيه ومازالت تكرر ليومنا هذا .
مقومات فنية
وعن المقومات الفنية الخاصة بموسيقا الطفل تقول أبو السعود عليها أن تكون سهلة الكلمة واللحن وعميقة بمعناها مما تحمله من حكم وعبر، مؤكدة يجب أن تكون النصوص المكتوبة هادفة ومدروسة بشكل جيد ومتقن تفيد الطفل بما صيغ فيها من رسائل موجهة إليه،
موضحة بأن كل ما كتبته من أغانٍ ولحنتها لم تكن فقط ليؤديها الطفل بل ليستفيد من معانيها ويستخلص منها العبرة والحكمة الأخلاقية والتربوية .
مهمات تربوية
 وبينت لنا عما كلفت به من مهمات تربوية إذ أولا عملت أستاذة للتربية الموسيقية ومن ثم كلفت بصفة موجهة مختصة للتربية الموسيقية لتتدرج بعدها الأمور لاستلامها مكانة مهمة وهي (الموجهة الأولى للتربية الموسيقية في كل سورية )
مضيفة بأنها كانت تتجول في كل المحافظات السورية حسب الخطة الموضوعة لها من قبل وزارة التربية مؤكدة مسؤوليتها ورعايتها تجاه كل الطلبة والأطفال في سورية بما كتبته لهم من أغانٍ هادفة وألحان سلسة عبقت روح الموسيقا العربية في نفوسهم بكل مافيها من تفاصيل ومعانٍ سامية وراقية كما كانت تعطي الكثير من أعمالها الغنائية والتي قد ألفتها للبعض من زملائها كي يلحنوها إلى جانب تطلعها بشكل دائم إلى مستوى الأطفال وتقدير  نسبة استجابتهم للموسيقا خاصة من مؤلفاتها الكتابية واللحنية .
وبأن ملاحظاتها التي كانت تكتبها  لكي تطور وبشكل مستمر من آلية عملها الموسيقي , كما كانت تستعين ومن عدة شعراء نصوصا من كتاباتهم  الشعرية المناسبة في مواضيعها المتعددة لعالم الطفل وتضع ألحانا لها معبرة وهادفة , مشددة على فكرة أن يكون اللحن والكلمة المغناة تتناسب مع كل فئة عمرية موجهة للأطفال .
حال الموسيقا
وعن حال الموسيقا فيما يخص الطفل تراها أبو السعود في تقدم وتطور لكن هناك البعض من المدرسين لايهتمون بمادة التربية الموسيقية كما يجب أن يكون عليه الحال، خاصة بما يتعلق بموضوع الأغنيات مبينة بأنه يجب على المدرس أن يستوعب كل مافي الموسيقا من أدق التفاصيل بشكل كافٍ وجيد كي ينقلها للطلبة بالأمانة المطلوبة  وبالصورة الفنية الراقية والحضارية كما تستحق أن تكون .
توصيات
وفي نهاية حوارنا الشائق معها أعربت عن توصياتها لكل من يعمل بالمجال الفني والموسيقي خاصة مع شريحة الأطفال، مؤكدة أنه يجب أن يكونوا على علم ودراسة بنفسية الطفل الحساسة والمرهفة وأن هذا الأمر من أهم الخطوات الخاصة بالعمل مع الأطفال , وضرورة مراعاة ظروفهم وحالاتهم النفسية والجسدية واعمارهم المتفاوتة، لافتة لنقطة مهمة، وهي الابتعاد عن التعقيد سواء باختيار الكلمة او اللحن، فكلما كانت المواضيع مبسطة وسلسة يتقبلها الطفل برحابة وشغف وترسخ بذاكرته بكل ما فيها من قيم أخلاقية وتربوية.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار