جيل الشباب يناقش مفهوم الهوية الوطنية المقومات والمعززات والتحديات في ورشة حوارية

الجماهير || أسماء خيرو

ناقش جيل الشباب مفهوم الهوية الوطنية المقومات والمعززات والتحديات وطرح العديد من الأفكار التي من شأنها تعزيز الهوية الوطنية وذلك ضمن الجلسة الختامية للورشة الحوارية التي أقامها فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي – مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بالتعاون مع مركز الشهباء للدراسات الاستراتيجية .

وتأتي الورشة الحوارية التي أقيمت على مدرج مقر الفرع وفق عماد الدين غضبان رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام انطلاقا من تحمل المسؤولية في مواجهة تطلعات المجتمع لاسيما جيل الشباب واستكمالا لما قام به مكتب الشهباء للدراسات الاستراتيجية من أنشطة ثقافية حيث تم تجزئة نشاط مفهوم الهوية الوطنية ومعززاتها والتحديات إلى أربعة ورشات عمل ، ليكون ختام برنامج الورشة باللقاء والنقاش مع جيل الشباب الذي يعد عماد المستقبل .

واستهل الورشة الختامية الدكتور حليم أسمر عميد كلية التربية في جامعة حلب الذي أدار الحوار بالقول : بأن الورشة موجهة خصيصا للشباب الـ. ـسلاح غير المرئي للوطن ، وأن ما أنجز منذ أربع لقاءات أسبوعية على صعيد الهوية الوطنية ، ” المفهوم ، المقومات ، والمعززات ، والتحديات ” يضفي مسؤولية تاريخية، هذه المسؤولية تتلخص بأن كل مواطن عربي سوري عليه أن يقدم ما يستطيع أن يقدمه في الزمان والمكان لحماية وطنه سورية، ويعمل جاهدا ليوطد هذه الهوية ويساعد على إزالة المهددات والتحديات إذا كانت موجودة.

* مفهوم الهوية والمحافظة عليه

وبدأت الورشة الحوارية مع الدكتور عصمت بوابة عميد كلية الاقتصاد في الجامعة الوطنية في حماه الذي تحدث عن ماهية مفهوم الهوية وعن العلاقة التبادلية بين الهوية والوطن والوطنية والمواطنة والانتماء ، والحقوق والواجبات التي إن التقت تشكل نقطة توازن المواطنة ، والعوامل المشتركة للهوية الوطنية ومنها التاريخ المشترك ، العلم ، النشيد الوطني ،النظام المالي ، الجانب الاجتماعي الموروثات، مشددا على ضرورة المحافظة على الموروثات الصحيحة والسليمة المبنية على القيم الأخلاقية ، على عادات وتقاليد ومبادئ أخلاقية وسلوك مجتمعي من حيث حب وحفظ الوطن ، ومن حيث حفظنا لأنفسنا وتعاملنا بروح التعاون والمحبة والإخاء للوصول إلى رؤية سليمة فيما يخص الهوية الوطنية.

*أهمية الحصانة الثقافية

وفيما يخص محور الهوية الوطنية والمآلات تحدث الدكتور فاروق اسليم عضو المكتب المركزي لاتحاد الكتاب العرب فأوضح بأن الانتماء إلى الجمهورية العربية السورية مقدم على كل الانتماءات والهوية الوطنية والقومية  تعرضتا لنكسة لذلك نحتاج كثيرا إلى تجاوز حالات التنافر والتنازع، بحاجة إلى مزيد من التسامح والوعي ، نحتاج إلى تجديد خطاب الهوية الوطنية بأسلوب بسيط ينتجه المثقف يستهدف خاصة شريحة الشباب الذي عانى من الح.رب السورية أكثر من غيره ، وعي للتاريخ الذي يجمعنا ، فالوطن كان في حالة حسنة ولكن اليوم ليس في حالة ممتازة بدليل العقبات في أكثر من مجال ، مؤكدا على ضرورة تعميق فرص العيش المشترك ، التوفيق بين الحالة الاقتصادية والمجتمعية، نشر ثقافة المحبة والفرح ، التعلم ، والتخلص من ثقافة الصـ. ـراعات والخلافات.

*المرأة وآليات تعزيز الهوية الوطنية

وفيما يتعلق بالهوية الوطنية وآليات تعزيزها تحدثت الدكتورة زبيدة القاضي رئيسة قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة حلب عن أهمية دور المرأة السورية في تعزيز الهوية الوطنية مبينة بأن أبرز آليات تعزيز الهوية الوطنية والانتماء في الوطن العمل على تكوين الأسرة، المواطنة، العمل على غرس قيم المجتمع في نفوس الناشئة ، التعليم ، التأكيد على دور كل من المؤسسات الإعلامية والدينية، إذ يجب أن تسهم في التمسك بالهوية الوطنية والحفاظ عليها .

*خطر العصر الرقمي

وتحدث حسن عاصي الشيخ مدير مركز الشهباء للدراسات الاستراتيجية عن الشباب والهوية في عصر العولمة وآثار العصر الرقمي على الهوية الوطنية مؤكدا بأن الجيل الرقمي الشاب ينجرف بتسارع مع مثيرات التواصل ويلهث لمتابعة المستجدات والبرامج التي تتدفق وتتسارع مما يؤدي حكما إلى إلغاء التوارث الاجتماعي وبالتالي التاريخ والهوية ، والعصر الرقمي يصدع ثلاثية اللغة والتاريخ والهوية لدى المجتمع عموما وخصوصا لدى جيل الشباب متسائلا هل يمكن أن نحول هذا التهديد إلى فرصة ؟ ومن وجهة نظره جل مايمكن عمله إعادة تخطيط معطيات الثورة  الرقمية لصالح الهوية الوطنية وخدمة نمو المواطن وبالتالي هذه المسألة مطروحة بإلحاح على قادة المجتمع والمفكرين والسياسيين والعلماء والمثقفين ، فالمشكلة ليست في التقنيات الرقمية وإنما بتوجهات وبرامج تشغيلها لأهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية تعكس في العموم مصلحة القوى المهيمنة على هذا العالم ، موضحا بأنه إذا تلكأنا وقصرنا سوف يجرفنا  العصر الرقمي ويحولنا إلى مجرد أتباع لاهثين وتضيع الهوية الوطنية تماما وتعلن الهوية الرقمية سيادتها التي لا تنازعها فيها هوية أخرى .

وختمت الورشة بمداخلات مميزة من عدد من الشباب المشاركين بطرح العديد من الأفكار التي من شأنها تعزيز الهوية الوطنية .

ت : هايك أورفليان

»»»»

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب:

 

 

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار