مسرحية “ضجيج بشري” … رؤية إبداعية لقضايا يومية تعتمد الجسد كلغة تعبيرية

الجماهير – عتاب ضويحي

تميز ضجيج بشري ثاني  عروض مهرجان حلب المسرحي، وقدمه مصنع صخب، باعتماده على الجسد كلغة تعبيرية، وخلال وقت تجاوز نصف ساعة من العرض استطاع الممثلون الثمانية من خلال لغة أجسادهم، و حركاتهم الحادة المتزامنة والمتكررة التي تشبه النبض الجسدي، أن يحققوا خطابهم البصري وخلق حالة من التواصل الفاعل مع الجمهور، والتزم العرض بالتعبير الحركي الخالص تصاحبه إيقاعات موسيقية عنيفة صاخبة تستفز الممثل كما المتلقي للتعبير عن الرؤى الفكرية التي ينطوي عليها العرض.

وفي حديث لل “الجماهير” أوضح هادي فاضل مخرج العمل أن العرض ” ضجيج  بشري فولت” عبارة عن مجموعة نصوص هي نص النعاس الأبيض للكاتب علي الأعرج، ونصوص لشهد شيخ الكار، بانا باولو، إيرلينك كيتليسن، تيري بياوي، توم سكايتل، ومن وحي بعض لوحات الفنان فريد عمارة، وعن العمل بين فاضل أن الحرب أثقلتنا ككل بإرهاصاتها وخلال 12 عاماً عشنا مختلف أشكال التوتر ،و أزمات اجتماعية واقتصادية، ومولدة حرباً داخلية بين أفراد العائلة الزوج والزوجة، الأب والأم وأولادهم، واختلاف الأفكار والتوجهات ووجهات النظر مع  الذات والآخرين ، مع استخدام أسلحة منزلية من أدوات الاستعمال اليومي”المقلاة، المنشار، مكنسة”، وحسب رؤيته أن الحل للمشاكل لا يكون إلا بطرح القضية وتعرية الحدث وتقديمه كما هو، طرحنا القضايا من اللحظة الأولى للعرض من خلال تفريغ الطاقات بشكل حركي سمعي وبصري وصل بالممثلين إلى البكاء في نهاية العرض، وترك النهايات مفتوحة أمام الجمهور للتفكير بأفكار النص فور خروجه من قاعة العرض ، وعن اختيار اللون الأسود لزي الممثلين أشار فاضل أنه  للدلالة على الدمار  ومانعيشه بسبب الحرب من مخلفات قاسية، لينتهي العرض بخلع كل ممثل شيء مما يعنيه  للتعبير عن التجريد بعيداً عن أي شيء،مع استخدام اللون الأحمر الذي يحمل معنيين الأول الحب والثاني الاستفزاز الصراع والإثارة، مع رفع الأيادي كتعبير عن الاستسلام والاعتراف بالخطأ لمعالجة مشاكلنا، إلى جانب الاعتماد على الموسيقا كعنصر أساسي مع حركة الجسد في صياغة سينوغرافيا العرض المسرحي.

وعن تجربتها الأولى في الكتابة المسرحية أوضحت شيخ الكار أنها أرادت أن تقدم شيئا يساهم في رفع اسم المسرح وزيادة الأعمال المؤثرة التي تلامس الواقع وتمثل حياتنا اليومية، وشاركت بجزئيات الصراع بين الطرفين و بحبك والمنشار ويوسف الطفل الفلسطيني الذي استشهد في الحرب الإسرائيلية على غزة.

فدوى ناشد إحدى الممثلات في العمل قالت إن دورها متداخل مع بقية الأدوار، لايمكن فصل دور كل ممثل عن بقية الأدوار ، دور فيه رمزية تعبر عن الصخب والضجيج والفوضى والشغب والمشاعر المتوترة في علاقاتنا مع الآخرين وأنفسنا، بالاعتماد على لغة بسيطة وحركات جسد كانت أقدر على التعبير وإيصال ما نريده للجمهور المتلقي وترك الأثر فيه.

ورأى الممثل محمد مهدي خليلي أن التركيز على لغة الجسد تطلب من الممثلين تدريبات مستمرة ومتعبة، لاسيما وأن العمل طرح قضايا ومشاكل تمس كل شرائح المجتمع، فكان لابد من تقديم لغة وإيماءات جسدية تبوح وتطرح وتعري القضايا بأفضل صورة ممكنة.

تصوير – هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار