محمود جنيد
نحن معشر الرياضة السورية والعاملين بحقلها والمتابعين لها؛ ” من غير دف منرقص”، فكيف وقد جاءتنا قصة استبعاد اللاعب عمر السومة من قائمة المنتخب الوطني المشارك في كأس آسيا، ل”يدبك” الجميع على سيرتها بخبطات هدارة اشبعت نقدا وتأويلاً وعويلاً وتحليلاً من القاصي قبل الداني وماتزال!
في ظاهر الأمر، فإن بوصلتنا انحرفت عن قضية عامة تناقش واقع عام لمنتخب مقدم على استحقاق قاري مهم يمثل فيه الوطن، إلى شخصية مغرقة في الدفاع عن لاعب استبعده المدرب من خياراته مع البحث في دوافع و خلفيات الأمر، بينما الجوهر هنا يكمن بمكانة و قيمة وتأثير هذا اللاعب الذي أكدته ردود الأفعال العاطفية منها والمنطقية المستندة إلى تحليلات و أرقام وشواهد، تدلل وتشير إلى أهمية تواجد لاعب مثل عمر السومة في صفوف منتخبنا الوطني، بنفس الوقت الذي قلل فيه البعض من أهمية غياب أو تغييب هداف المنتخب عن القائمة الأولية ونشدد هنا على صفة الأولية التي سيتم اختيار النهائية منها لتمثيل المنتخب في آسيا، معتبرين بأن أي منتخب لا يتوقف عند شخص أو لاعب مهما علا شأنه طالما كان ذلك في إطار المصلحة العامة، لأننا في النهاية نريد العنب أي نجاح المنتخب، ومسؤولية الخيارات الفنية والنتائج المترتبة عليها لاحقاً تقع على عاتق المدرب وحده، وهو صاحب الصلاحيات المطلقة الذي البسناه عباءتنا، وسيسأل بعد إذٍ عما فعل بها؟
المشكلة بطبيعة الحال كانت في الطريقة التي لم تحترم على غرار العادة تاريخ و مكانة اللاعب، والتوقيت الذي لم يكن يحتمل تلك الزوبعة العميقة التي اثارت الرأي العام وقد تصل دوامتها إلى داخل معسكر المنتخب وتؤثر بشكل سلبي عليه وهو في فترة التحضير النهائي للنهائيات الآسيوية، وبالتالي الضغوطات التي ستزيد على المدرب والفريق وتحديداً من سيعوض السومة في مركزه وحضوره، اللهم اذا كانت استراتيجية وتكتيكات “كوبر” لها حسابات مختلفة يريد أن يفاجئ الجميع بها ولديه اليقين بأن من اختاره هو الأفضل لتنفيذ رؤيته وخططه.؟
كل ما سبق لن ينفي بأن وجود السومة بخبرته و كفاءته و حسه التهديفي و شغفه و سمعته التي تسبقه لتعطي الثقل للخط الأمامي للمنتخب، يمثل اكثر من مجرد لاعب كبير بالمقام والسن، بل هو أيقونة تمثل روح القائد الذي لا غنى عن وجوده في مناسبة كبيرة مثل كأس آسيا، لاسيما في ظل الواقع غير المرضي للمنتخب كما شاهدنا حاله في مباراتي التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا ٢٠٢٧، وكأس العالم ٢٠٢٠، أمام كورية الديمقراطية و اليابان، في حين اختار “كوبر” المدرب الكبير او العالمي كما يوصف كما تؤكد مسيرته قبل القدوم إلينا، أن يكون استبعاد السومة من بين مقومات الصدمة الإيجابية التي يحتاجها المنتخب للتغيير وتحقيق الإنجاز المنتظر بتجاوز الدور الأول من بطولة آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة السورية؟
في النتيجة نعتقد بأن شيئاً لن يتغير، ومدرب المنتخب المعروف بقوة شخصيته وتشدده بقراراته لن يتراجع عن خياره، والسومة بدوره لن يتراجع عن اعتزاله الذي أكد بأن لا رجعة عنه لأنه يحترم كلمته وتاريخه، وغدا يذوب الثلج ويظهر المرج والفيصل سيكون الميدان في بطولة آسيا، وان كان “كوبر” على حق أم باطل وبعدها لكل حادث حديث؟
و “على كوبر .. على سومة على وين”؟!!
قد يعجبك ايضا