حلب وسبع سنواتٍ على التحرير

بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
عاث الفسـ. ـادُ وساد الغـ. ـدرُ وادينا
فقام جيشٌ من الأطهارِ يحمينا
سبعٌ من الدهر قد مروا أيا وطني
فهل نعود إلى أنوارِ ماضينا
حلب الشهباء المدينة العريقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ من أهم مدن الدنيا وذلك على كل الأصعدة ومختلف المجالات.
ولذلك كانت مدينة حلب العظيمة ومنذ بداية المؤامرة على سورية مطمع الإرهاب وداعميه، فكان ريفها الشاسع المتاخم للحدود مع تركيا منطلقاً منذ الأشهر الأولى لبدء الحرب العـ. ـدوانية على سورية لتنفيذ ذلك المخطط الأسود، وكانت البداية من الريف الشمالي الغربي حيث سيطرت عليه التنظيمات الإرهـ. ـابية عام (٢٠١٢م)، وبدعم متنامي ومكشوف من قبل النظام التركي، ما شكل مرتكزاً قوياً لتلك التنظيمات في مختلف مناطق سورية.
جاء عبر الحدود آلاف الإرهابـ. ـيين والمرتزقة الذين هربهم النظام التركي من مختلف أصقاع العالم للاعـ. ـتداء على الدولة السورية ولكن كل آلتهم الحربية ودعمهم الغربي لم ينفعهم ولم يجدي كل ذلك الإجـ. ـرام والوحـ. ـشية التي قصفوا بها مدينة حلب الآمنة ومحيطها، فجاء الانتصار في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول لعام (٢٠١٦م)، وأعاد الجيش العربي السوري كتابة اسم حلب من جديد في قلب الوطن، نقشوا بسواعدهم انتصار حلب الذي حطم مخططات ما سمي حينها “المنطقة العازلة” لحماية الإرهابيـ. ـين في شمال سورية، والذي خطط له النظام التركي منذ بداية الحرب على سورية.
إن تحرير مدينة حلب من الإرهـ. ـاب، وتطهيرها من رجسه، كان طلقة في قلب مشروع التقسيم والتفتيت وتدميـ. ـر مقومات الدولة السورية.
لقد كتبت حلب أعظم صفحات النصر لسورية، فقد كان صمودها من أهم العوامل التي أسقطت مخططات الإيذاء وتدمير سورية فمن حلب ومعركة الانتصار فيها كانت نقطة الانطلاق نحو الشرق السوري وفك الطوق عن مدينة دير الزور وتحرير أهلها من ظلام الإرهاب وإجـ. ـرامه.
انتصار حلب أثمر تمدداً وسيطرة وتحريراً لأكثر من ثلثي سورية وعودة ملايين السوريين إلى قراهم ومدنهم ،وعودة الاستقرار إلى جميع المناطق المحررة، وكان لحلب النصيب الأكبر من إعادة الإعمار في كل المجالات، وخاصة بعد تحرير كامل القطاع الغربي من المحافظة.
ونتطلعُ في الأيام القادمة إلى مزيدٍ من التعافي وعودة الحياة الكريمة لكلّ شعبنا العظيم الصابر.
إن ذكرى تحرير حلب الشهباء من براثن الإرهاب هي الذكرى الأكثر إشراقاً ورسوخاً في تاريخ الحرب على الإرهاب، وذلك لما تحمله من معانٍ سامية في قلوب السوريين عموماً والحلبيين خصوصاً.
هذه الذكرى هي إحياء لملحمة وطنية شاملة عموماً وعسكرية خصوصاً ، سطر خلالها أبطال الجيش العربي السوري أعظم صفحات النصر، فكانت نبراساً للتحرير وعنواناً للحياة.
»»»»»
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب:
??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار