الجماهير – عتاب ضويحي
في ختام عروض مهرجان حلب المسرحي، قدم العمل المسرحي “صورة” للكاتب عمرو بيرجكلي، إخراج إياد شحادة، تمثيل طارق خليلي، عبيدة صادق، عمر نعمة، منيسا ماردنلي، وفدوى ناشد، ربطاً مابين بساطة الماضي وتعقيدات الحاضر، وبفعل مؤثرات بسيطة نتذكر كل شيء عن ماضينا من خلال رؤية إخراجية تعتمد كوميديا الموقف.
وحسب مخرج العمل شحادة فإنه ينتمي لأدب النوستالجيا “الحنين إلى الماضي”ويربط الماضي بالحاضر بإسقاط عصري، وتدور حدوتة العمل حول البطل المصورالفوتوغرافي رامي، يتملكه شغف التصوير والتحدي لإنتاج صور واضحة خلال فترة الستينيات “1968” محاولاً إظهار كل تفاصيل المرحلة الإبداعية آنذاك، وأضاف شحادة أن النص يعتمد على كوميديا الفارس حيث المفاجآت، المصادفات، الاحتمالات والمبالغات،وتم التعبير عنها بعرض ألبوم صور وحل سينوغرافي من إضاءة وحشر الممثلين بوضعية ستوب كادر، لتبدأ شيئاً فشيئاً المسرحية ويفهم الحضور المغزى من الصور، ألا وهو الحنين للماضي بجملة “إيه الله يرحم أيام زمان” والاستمتاع بكل تفصيل بسيط عكس زمننا الذي نعيش فيه حيث اختزال المشاعر، أما السينوغرافيا فاعتمدت تقنيات الإضاءة وإسقاط الداتا شو والدمج بين المرئي والمسموع من خلال أفعال تتأدى على خشبة المسرح، ولفت شحادة إلى أن تقديم العمل باللهجة المحكية الحلبية بهدف إلى إبراز وفهم صغائر وكبائر الرموز والإسقاطات التي تم زجها في العمل، فكما للغة الفصيحة بريقها كذلك الهجة المحكية تحمل موسيقا ودفء بمصطلحاتها تنصف المرحلة الزمنية التي تدور أحداث العمل فيه، لكن كان للعربية الفصيحة وجودها بشخصية المثقف الفيلسوف الذي يستشهد بأقوال الحكماء والفلسفة،
وبين شحادة أنهم كحيل مسرحي يحملون على عاتقهم مسؤولية الارتقاء بالعمل المسرحي إلى أعلى مستوى وتشجيع الجمهور على ارتياد المسارح لمشاهدة أعمال مسرحية ترضي الذائقة المسرحية وتعيد الألق للمسرح.
يذكر أنه سيتم الإعلان عن نتائج التحكيم لاختيار أفضل عمل مسرحي وتوزيع الجوائز في ال26 والعشرين من الشهر الجاري على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية.