الجماهير – أسماء خيرو
شكل الرؤية الحوارية هذا ما اتخذته القراءة النقدية لديوان ( في غياب القمر ) للشاعرة رنا رضوان خلال حفل توقيع الديوان.
وتضمن الحفل الذي نظمته مديرية الثقافة في حلب على مسرح دار الكتب الوطنية إلقاء كلمات التهنئة ، فضلا عن إحياء الحفل بغناء الفنان عاصي حيلاني قصيدتين وطنيتين من ديوان ” في غياب القمر ” تضامنا مع أهل غ.زة وهما ( إلى الق.دس هيا نلبي النداء ) و ( يا أهل غ.زة صبرتم ) .
وبدأ الإعلامي محمد سباغ الذي أدار الحوار حفل إطلاق الديوان بالتعريف بالشاعرة رافقه عرض فيلم قصير تمحور حول مسيرة الشاعرة رضوان الأدبية والفكرية .
تم تابع الإعلامي سباغ بطرح الأسئلة على كل من الدكتور محمد حسن عبد المحسن والشاعرة رضوان .
* فكان أولها : ماهو الدافع الذي جعلك تكتب مقدمة في غياب القمر ؟ وكان رد الدكتور عبد المحسن إن كتابة مقدمة الديوان لم يكن عملا روتينيا ، وإنما جاء نتيجة حضور أكثر من محاضرة وأمسية للشاعرة ولقد أعجبت أيما إعجاب في اعتمادها على الشعر” القريض ” العربي الحقيقي بعيدا عما يسمى قصيدة النثر لذلك بادرت في كتابة المقدمة .
* وبعد ذلك طرح سؤاله الثاني على الشاعرة رضوان قائلا ، لماذا أطلق عليك اسم العنقاء ؟ فأجابت : العنقاء طائر أسطوري مايميزه أنه عندما يشعر بالضعف ينأى بعيدا إلى قمة جبل ليحترق ويموت ثم يبعث من رماده مجددا ويعود قويا ، وهذا ما أشعر به، فعندما أشعر ببعض الضعف أنزوي في زاويتي الخاصة بين كتبي وأوراقي ودواويني حتى أعيد نفسي بإحيائها مرة أخرى وأعود قوية ، ومن لقبني بالعنقاء الدكتور محمد عبد المحسن لتضيف حول سؤال هل تجدين في لقب العنقاء المزيد من المسؤولية؟ نعم هذا اللقب يزيد المسؤولية علي لأكتب أكثر ولأنجز أكثر ولأصعد أكثر .
* وفي السؤال الذي تلاه توجه الإعلامي سباغ نحو الدكتور عبد المحسن بالقول : كشيفرة وراثية للإنسان كذلك هم الشعراء هناك مايميز أسلوب أحدهم عن الآخر من وجهة نظرك ما الذي يميز بصمة الشاعرة رنا عن غيرها ؟ مايميزها إنها تستوحي وتنظم الشعر من الواقع كما أنها تحسن اختيار الموضوع المناسب ،وهذا بدا واضحا وجليا في قصيدة من قصائد الديوان ، من وجهة نظري تعد نصا إبداعيا كاملا يحيط بمعالم حلب التراثية والثقافية والحضارية مضمونها يتمحور حول رثاء فنان الطرب الأصيل صباح فخري بعنوان ” يتمت حلب “.
*ثم انتقل سباغ ليسأل عن أسلوب القصيدة الغنائية في ديوان” في غياب القمر ” لتوضح الشاعرة رضوان بأن القصيدة العمودية والعربية أو “القريض ” هي إجمالا قصيدة غنائية، فأي قصيدة عمودية يمكن أن تغنى كما غنى الفنان كاظم الساهر قصيد “أنا وليلى “.
*وحول قصيدة ” دموع ليلى” في الديوان تابعت الشاعرة رضوان وقالت : بأن قصيدة دموع ليلى كتبت معارضة لقصيدة” أنا وليلى ” للشاعر حسن المرواني التي غناها الفنان كاظم الساهر وذلك نتيجة أنها شعرت بأن ليلى في القصيدة التي غناها كاظم الساهر مظلومة ، فأرادت أن تتكلم بلسان حال ليلى وتدافع عنها وعن المرأة بشكل عام .
* وفيما يخص قصيدة ” إلى القدس ” أجاب الدكتور عبد المحسن بالقول بأنها من أكثر القصائد التي أثارت انتباهه في الديوان لأمر يتعلق بالجرس الموسيقي والإيقاع والترنيم فمن يقرأ كل مقطع يجد بأنها كتبت لتغنى وفي وقتها المناسب ولا يمكن لأحد أن يسمعها إلا أن يطرب .
*وعن سؤال كيف تجد الصور الشعرية والبلاغية في الديوان ؟ أجاب الدكتور عبد المحسن بأن الصور الشعرية والبلاغية إبداعية يراها القارئ في مجمل قصائد الديوان لقد أحسنت اختيار الصور .
* فيما عن سؤال ماهي طقوس الشاعرة رنا رضوان في كتابة قصائدها قالت الشاعرة : أنا لا أكتب القصيدة ، إنما القصيدة هي التي تكتبني ، هناك حالات خاصة تأتي الشاعر يدون فيها الشعر ، نحن الشعراء لا نتحكم بأنفسنا عندما نكتب الشعر ، الشعر هو الذي يتحكم بنا ، والشاعر حين ينظم القصيدة ربما قد يبدأ من الخاتمة أو الصلب أو المقدمة ومن ثم يبنى عليها مايريد .
* وأجاب الدكتور عبد المحسن عن سؤال متى يوضع عنوان القصيدة؟ قائلا :بأنه في بعض الأحيان يوضع العنوان أولا ثم يبنى عليه قصيدة والعكس صحيح .
* وحول لماذا في غياب القمر ؟ أجابت الشاعرة رضوان كل منا فقد عزيزا سواء في الغربة أو تحت الثرى لذلك كان ديوان في غياب القمر تخليدا” لذكرى خالتي الذي فقدتها منذ عدة شهور كانت القمر بالنسبة لي.
*وأوضح الدكتور محسن بإجابته عن سؤال كيف ينظر الشاعر المخضرم لمن يريد امتهان الشعر أو من يريد أن يصبح شاعرا ؟ بالقول بأن الشاعر المخضرم من واجبه أن يدل من يريد امتهان الشعر على الطريق، أن يقدم له النصيحة بأسلوبه ، يحثه على حفظ وقراءة الكثير من النتاجات الأدبية ، يتعرف على االقصائد التي تثير انتباهه ، ولماذا يريد أن يصبح شاعرا ، فإن كان يمتلك موهبة ينميها له ويساعده كي يتطور وإن لم تكن مهما فعل وحاول ستتلاشى وتنتهي .
* عن سؤال هل تحبذ الشاعرة رضوان في عصر التكنولوجيا الكتابة الورقية أم الكتابة الاكترونية؟ أجابت : طبعا وقولا واحدا أميل للكتابة على الورقة وبالقلم فعندما أمسك الكتاب أو الورقة وأشم رائحة الدفتر هذا لوحده كفيل بأن ينمي داخلي حافزا للكتابة والقراءة ولكن لابد من مواكبة هذا العصر.
* وعماهي أحب قصائد ديوان” في غياب القمر “لقلب الشاعرة ؟ أجابت رضوان بأن القصائد بالنسبة للشاعر كالأولاد لا يستطيع تمييز قصيدة عن أخرى ولكن ربما يميل القلب بعض الشيء لأحدها ، إلى تلك القصائد التي كتبت لتعبر عن حالة وجدانية لتعبر عن حالة تخص وتمس حياة الشاعر أو الشاعرة كقصيدة” في غياب القمر ” .
* وختمت الشاعرة رضوان الجلسة الحوارية بالإجابة بأن فحوى ديوان في غياب القمر ” يغلبه الحزن وأول جملة” في غياب القمر ” جاءت على خاطرها كانت موجودة في الإهداء فقالت: / في الروح تحترق السنابل والحزن يسكنني قبائل / والهم أغرقني ببحر هائج من غير ساحل / واليأس مثل الأخطبوط يلفني واليأس قاتل/ ماعاد لي في العمر من أمل سوى قمر وعادل / فهما ضياء الشمس في عيني وليلي مشاعل / .
يشار إلى أن ديوان” في غياب القمر ” يعد النتاج الأدبي الثالت للشاعرة رضوان بعد (صدى الاشتياق ) و ( طيور النار ) يقع في 200 صفحة من القطع المتوسط ويتضمن 85 قصيدة شعرية من الشعر الموزون تتنوع مابين الوجدانية والغزلية والوطنية مستوحى من الواقع وحالات اجتماعية صدر عن دار المودة في لبنان .
ت : هايك أورفليان .