المهندسة ياسمين درويش
من أهم المهام التي تقع على عاتق السكان هو التأكد من سلامة المبنى القاطنين فيه، ويتم ذلك بمراقبة أي تغيرات ضمنه كوجود تشققات رأسية أو أفقية أو مائلة على الجدران، أو ملاحظة وجود شروخ حول الأبواب والنوافذ، ومراقبة الأرضيات والتأكد من عدم وجود تشققات ضمنها أو وجود انحناءات أو كون أرضية البناء غير مستوية.
وهذه كلها علامات على وجود خلل في المبنى وأساساته، ولنتعرف معا على أسباب هذا الخلل:
إن من أهم الأخطار التي تؤثر على المباني وجود أخطاء في تصميم المبنى، والتنفيذ السيء للمبنى، أو إضافة كتل بناء جديدة على السطح أو إضافة جدران إسمنتية غير موجودة في التصميم الأساسي للمبنى مما يؤدي إلى زيادة الضغط على أساسات المبنى، كما أن تعرض المبنى للزلازل والكوارث الطبيعية يؤثر على المبنى.
ومن أهم الأخطار التي تؤثر على أساسات المباني وجود أشجار محيطة بالمبنى ذات جذور عميقة.
وفي مقالنا هذا سنلقي الضوء على تأثير الأشجار على المباني.
إن جذور الأشجار تمتد عميقا في التربة للبحث عن المياه، وقد يصل طول جذور بعض الأشجار إلى عدة أمتار، ولكن في حال لاحظنا وجود تشققات في أحد جدران المبنى أو أكثر، علينا البحث قبل أن نجزم أن سبب تلك التشققات هو جذور الأشجار المحيطة بالبناء، فعلينا أن نجري دراسة دقيقة لنوع الشجرة وعمرها وتأثيرها على المبنى لنتأكد أنها السبب في ذلك الضرر على البناء.
إن أسوأ أنواع الأشجار بالنسبة لوجودها بالقرب من المباني هي أشجار الدردار ذات الجذور السريعة النمو.
أن وجود جذور الأشجار بالقرب من أساسات المبنى تؤدي إلى حدوث هبوطات بالتربة، بسبب جفاف الجذور الأشجار في فصل الصيف، وبالتالي يتقلص الطين المجاور لها مما يؤدي إلى حركة في التربة المحيطة بالأساس.
كما أن تواجد جذور الأشجار بالقرب من أنابيب ومصارف الصرف الصحي للمبنى مما يؤدي لدخول الجذور لداخل الأنابيب في حال وجود تشققات أو فتحات في الأنابيب، وتكبر تلك الجذور داخل الأنابيب مما يؤدي إلى انسداد المصرف بشكل كامل، وهنا تبرز أهمية الصيانة السنوية لمصارف الصرف الصحي.
كما أن أغصان الأشجار قد تؤثر على البناء فيمكن أن تتداخل الأغصان بالمصارف المطرية الخارجية، وتؤدي لإيذائها كما يمكن أن يدخل غصن الشجرة داخل الجدار الطيني ويحدث شرخ في الجدار مما يؤدي إلى دخول مياه الأمطار من خلاله في فصل الشتاء مما يشكل أذى للجدار وهذا في الجدار الطيني حصرا.
ومن الأخطاء الشائعة أن إزالة الأشجار يزيل الخطر المحيق بالمبنى، فالضغوط الناتجة من إزالة الأشجار قد يسبب ضررا للمبنى ويؤثر سلبا على سلامة المبنى، كما أن الاستعاضة عن الشجرة بالتراب والطين سيزيد من الرطوبة المحيطة بالأساس.
ولكي نتجنب مشاكل وجود الجذور قرب أساس المبنى يجب اختيار نوع من الأشجار لغرسها كأشجار الصفصاف والقيقب وغيرها ليكون ذلك النوع من الأشجار معروفا بعدم تسببه للأضرار بالمباني، كما يتوجب ترك مسافة آمنة بين مكان الشجرة وأساس المبنى.
»»»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب