زُهيدة هورو
وما أرقاها من حالة فنية بأن يكون حضور صوتها اشبه بآلة موسيقية مفعمة بجمالية و سحر ما فيه من أداء أجادت و من خلاله بصياغة أبجدية من نوع خاص , مشكلة من خلالها حالة هارمونية متقنة مابين رخامة الصوت والإحساس المرهف والذي يرسو إلى حيث الذاكرة وما يستحقه الفن من كلمات ونغمات أشادتها على هيئة أغانٍ منظومة اللحن لتكون فنا راقيا و أصيلا , خاصة لما تمتاز به من حضور فني لافت حيث تغرد و بصوتها المشبع بالموسيقا للحياة وكل مافيها حبا وطربا بتكنيك فني وموسيقي عالٍ وموزون .
القديرة سهام إبراهيم من مطربات الزمن الجميل ومن خلال حوارٍ غني معها نعيد استرجاع أهم المحطات والجوانب من مشوارها الفني الطويل الحافل والحامل معه الكثير الكثير من النجاحات والإبداعات المشهود فيها سوريا وعربيا .
مسرح المواهب
ومن هذا البرنامج تحديدا ومن إذاعة دمشق العريقة تقول إبراهيم كانت البداية لانطلاقتها الرسمية لعالم الفن والغناء ولتعريف الجمهور بها وذلك من خلال مشاركتها ضمن برنامج مسرح المواهب وذلك ببداية الثمانينيات من القرن الماضي .
حيث كانت آنذاك شعلة مضيئة بموهبتها اللافتة من حيث أدائها الرزين وحضورها الفني المهيب , وبعد نجاحها الذي توجته وبجدارة تم اعتمادها بصفة مطربة رسمية ضمن الإذاعة السورية بدمشق .
ولابد من الإشارة إلى أن إبراهيم وفي تلك الفترة الفنية الذهبية مما كان عليه حال الفن من ازدهار أتقنت وبصوتها الرخيم أداء كل أنماط الغناء الشرقي الأصيل متنقلة من لون إلى آخر بسلاسة وإبداع لتثبت ذاتها وعلى الساحة الفنية كمطربة سورية تصنف من ضمن الصفوف الأولى في عالم الغناء .
إذاعة دمشق
وعن فترة الثمانينيات تحديدا تشير إبراهيم إلى أهمية تلك الحقبة الزمنية وماحملته معها من نجاحات في حياتها الفنية وبالمكانة الخاصة التي كانت ومازالت تحظى بها إذاعة دمشق كونها الشاهد والحاضنة لكل ماقدمته من أغانٍ بقيت راسخة وليومنا هذا في الذاكرة والوجدان , إلى جانب تواجد كبار مطربي وموسيقيي سورية فيها ومن مختلف المجالات الفنية والموسيقية وأيضا الفرق الموسيقية المهمة والتي احتضنتها الإذاعة لتذكر بذلك فرقة ( عبود عبدالعال )
مؤكدة بأن إذاعة دمشق كانت وقتها في أوج عطائها الفني والموسيقي وقد سجلت ضمن استديوهات الإذاعة العديد من الأعمال الغنائية المهمة ذات المعنى الفني العميق بمضمونها وذلك من قبلها وممن كانوا معها من مطربي ذاك الوقت .
ملتقى فني
ولفتت عن تجاربها الغنية بكل ماقدمته من أعمال غنائية خلال تواجدها في الكثير من البلدان العربية وذلك ضمن المحافل والمهرجانات وتحديدا مصر حيث اعتبرتها إبراهيم حينها الملتقى الفني لكبار الموسيقيين العرب لما تمتلكه من أهمية موسيقية بوجود أسماء كبيرة من الموسيقيين تحديدا الملحنين حيث تعاونت مع الكثير منهم بتقديم أغانٍ لاقت كلها النجاح والتميز ليس فقط سوريا بل عربيا .
نصيحة
بينت لنا عن شغفها وعشقها اللامتناهي للفن والموسيقا وبأنها مازالت تتابع كل نتاج موسيقي يقدم على الساحة الفنية مؤكدة بأن كل تجربة لها ظرفها ووضعها الخاص وأيضا زمانها وجمهورها ومن الخطأ المقارنة مابين فترة بداياتها وكل ماقدمته مع زملائها في ذاك الوقت بالفنانين الشباب من الجيل الحالي .
متمنية لهم التوفيق باختيار أعمالهم الغنائية ناصحة باحترام الذائقة الفنية للجمهور والحرص الدقيق على انتقاء الكلمة واللحن وأن يحافظوا على هوية الأغنية العربية بما فيها السورية تحديدا وبوجه خاص ونقلها بأمانة وصدق لكل العالم بأجمل وأبهى ما تستحقه من صورة حضارية وراقية .
وعن حال الفن بشكل عام و بوقتنا الحالي عبرت عن استيائها لماوصل إليه النتاج الفني وخصوصا الموسيقي بأغلبية مايقدم من أعمال حيث لاجهد فيه ولا حتى هوية فنية واضحة المعالم إلى جانب أنه لا يعبر عن ثقافة وتاريخ بلدنا العريق بفنه وثقافته المنوعة والراقية .
رضا الله
وبختام حوارنا الممتع هذا سألنا إبراهيم عن سر محبة الجمهور لها وسر ذاك النجاح الفني بكل ما أبدعت بتقديمه من أعمال لتقول هو رضا الله أولا وأخيرا إلى جانب إخلاصها وشغفها للفن الذي تقدمه ومازالت مستمرة بتقديمه ليومنا هذا رغم كل الصعوبات الكبيرة التي واجهتها واستطاعت تخطيها بعزيمتها وإصرارها على الوصول لما طمحت إليه ورسمته لمشوارها الفني ومنذ البداية .
وعن جديدها : أوضحت بأنها مستمرة بتقديم أعمال غنائية منوعة من حيث النمط واللون وكل التفاصيل الفنية الأخرى مشيرة بذلك إلى التعاون المشترك فيما بينها وبين موسيقيين من مصر وبأن كل تلك الأعمال تعرض على قناتها الخاصة الرسمية على اليوتيوب .