عبد الكريم عبيد
ما يحدث في فلسطين فاق كل التوقعات حيث تحول العالم إلى شريعة الغاب وتحديدا فيما يخص القضية الفلسطينية.
القانون الدولي …الشريعة الدولية … الأعراف هيئات الأمم المتحدة بكل أصنافها الإنسانية سقطت لا بل ديست تحت أقدام جنود الاحتلال وبكل وقاحة وفي منتهى الإجرام والسادية ….
ما ذنب الشعب الفلسطيني حتى يباد تحت سمع العالم ونظره ، ذنبه أنه يطالب بحقه في العودة إلى أرضه … حقه في الحياة في أن يعيش بعدل وحرية وكرامة ….أليست هذه مفاهيم ومصطلحات الغرب الذي يدعي التمدن والحضارة والعدالة ” أصابنا الصداع وهم يرددون هذه المصطلحات ” وفي عشية وضحاها تصبح مجرد أكذوبة كبرى ..كل شيء سقط في وضح النهار والشعب الفلسطيني الأعزل يباد .
نعم سقطت هيئات الأمم المتحدة بكل تجلياتها وقوانينها وأعرافها لا بل وسقط معها الضمير العالمي الإنساني الذي يعتبر شريكاً في هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبٍ أعزل آمن محاصر ذنبه الوحيد أنه يطالب بحقه في أرضه المغتصبة من قبل شُذّاذ استحدث لهم كيان بقرار دولي متآمر ومتواطئ … قرار بريطاني ..فرنسي ..غربي عبر ما سمي وعد بلفور وهو بالأحرى جريمة بلفور وهو “وعد من لا يملك إلى من لا يستحق “
أنشئ هذا الكيان المجرم بمباركة دولية واضحة وصريحة لا لبس فيها والتي تستمر حتى يومنا هذا بدليل القتلى المرتزقة من فرنسا وأمريكا وبريطانية وألمانيا ….
الذين قتلوا في فلسطين على أيدي رجال المقاومة ….والأدهى من ذلك عندما يقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني تنبري الولايات المتحدة للتصويت ضد القرار لإتاحة الفرصة لجنود الاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني .
هذه المباركة جعلت الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل أهدافاً مستمرة للصهاينة من الجو والبر والبحر لتحويل البلدات والقرى إلى يباب والجثث تملأ الشوارع ….. فعلوا ذلك بكل وحشية ودون أن يرف لهم جفن ، في حين العالم بين مبارك وداعم للإجرام أو صامت وكأنه لا يرى …..
لكن رغم ذلك نرى هذا الصمود الأسطوري الذي تجاوز الثلاثة أشهر للمقاومة والشعب داخل فلسطين تؤازره مقاومة فاعلة عبر حدود الجولان وجنوب لبنان .
فزلزلوا الكيان وأظهروا فشله عسكرياً وسياسياً واستخباراتياً ، وضربوا بنية المجتمع الإسرائيلي وأحدثوا شرخاً واسعاً بين العسكريين والسياسيين حيث تبادلوا الاتهامات بالضعف والخيانة بدليل لجنة التحقيق التي أنشئت برئاسة وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق لتزيد من الشرخ السياسي والأمني والعسكري بين جميع المستويات الصهيونية .