اعتياد المشهد خيـ. ـانة وذل

بقلم الدكتور ربيع حسن كوكة

 

الظلم يضربُ غزّةً ويُبيدُها

يا أمتي هذا العَنا يَعنيكِ

 

يا أمتي قومي لنصرِ مرابطٍ

إن اعتيادَ الذلّ لا يُنجيكِ

 

ما كان الظلم يوماً إلا هدماً لكلّ معاني الإنسانية، وتخلفاً عن كلّ تحضرٍ ورُقي، وما كان رفض الظلم والعـ. ـدوان إلا حالةً من حالات التعافي والتقدّم الإنساني.

وركون المظلوم واستكانته للظلم وسكوت الناس عن مشهد الظالم مع المظلوم واعتيادهم على ذلك المشهد هو أشد تخلفاً وهدماً من الظلم نفسه.

 

ذلك أن الوقوف إلى جانب المظلومين برهانٌ عملي على صوابية الإنسان واستعداده للتضحية في سبيل الحق والعدالة، وبالمقابل فإن الابتعاد عن المظلوم والدخول في حالة اللامسؤولية عنه والصمت عن جـ. ـرائم الظالمين هو دليل على انحراف الإنسان وضلاله.

 

يكفي أن نعلم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم. وما ورد على ألسنة السلف الصالح بأنه: (الساكت عن الحق شيطان أخرس) لنستنهض الهمم ونستدعي الطاقات والقدرات البشرية لنصرة المظلومين.

 

تشهد الإنسانية جمعاء مرور الأيام وتزايد الآلام على إخوتنا في غزة العزة خاصة وفي سائر الأراضي المقاومة عامة، تتكرر مشاهد القـ. ـتل والتنـ. ـكيل والقصف والـ. ـتدمير، نشاهد عدواً صهيـ. ـونياً مدعوماً من كل القوى الاستعمارية في العالم يمارس الإبـ. ـادة الجماعية على شعبٍ أعزلٍ انبثق منه رجال يدافعون عن حقهم.

 

والمواجهة بين هؤلاء الأولياء القدّيسين وبين الشيطان الصـ. ـهيوني _في دوائر الأسباب – غير عادلة ولكن لدى مُسبب الأسباب سبحانه قول آخر: (كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين) [سورة البقرة:٢٤٩]

 

إننا وجميع الشرفاء في العالم كلٌّ من مكانِهِ وإمكانِهِ ينبغي علينا ألا نعتاد على المآسي التي تُصبّ على أهلنا في غزة، علينا ألا نتوقف عن دعمهم بأي وسيلةٍ نستطيعها، وألا نمل أبداً مهما طالت الأيام.

 

إن اعتياد المشهد يُذهبُ الشعور بالآخر ويجعل المرء أنانياً في الحياة، وكأن المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزة لا تعني للمعتاد شيئاً، ولسان حاله يقول: هي قضيتهم وتخصهم وحدهم، والحقيقة خلاف ذلك تماماً، إنها تعني كل الناس وجميع الشعوب والدول.

 

عندما يعتاد المرء مشهد القـ. ـتل والدمـ. ـار يصبح وكأنه يشاهد فيلماً ترفيهياً لا يصدر عنه أية ردة فعل، ويمر عليه كأنه لا شيء.

 

إذا كنا لا نملك أن نكون معهم فلا أقل من أن ندعمهم ولو بالكلمة، بالإعلام، بالدعاء، بالرجاء.

 

علينا الاستمرار بالمتابعة والتركيز والعمل على نشر وتداول المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي وكأنه يحدث لأول مرة، لنستثير الضمائر، لنستنهض شعوب الأرض ضد هذا الظلم وهذه الإبادة الوحشية .

 

أمام الكم الهائل من التخاذل الرسمي لحكومات العالم والخوار المعيب لدى الكثير من قادة العرب أصبح الإعلام والزخم الإعلامي هو طوق النجاة لإخوتنا في غزة، فكلما ازددنا تفاعلا مع المشهد وفضحنا وحـ. ـشية الصهاينة كلما ازداد ضغط الشعوب على أصحاب القرار لإيقاف هذه الإبادة الوحشية.

 

إن أهلنا في غزة يكتبون التاريخ بدمـ. ـائهم ويقاتـ. ـلون عدو العروبة بل عدو الإنسانية.

 

هم ليسوا أرقاماً هم أقماراً كانوا يضيئون سماء مجتمعهم فغيبهم القصـ. ـف والتدمـ. ـير.

»»»»»

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب:

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار