بقلم: الدكتور ربيع حسن كوكة
أما والله إن الظلم شــؤمٌ
ولا زال المسيء هو الظلـومُ
إلى الدّيان يوم الدينِ نمضي
وعند اللهِ تجتمع الخصومُ
إن سكوت قوى العالم على وقوع الظـ. ـلم والإبـ. ـادة في فلسطين عامةً وفي غزة على وجه الخصوص سيؤدي إلى ما هو أسوأ في المُستقل، وربما كان سببًا مباشرًا لعموم عقاب الله على الجميع، وقد نبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال:
(إنَّ النَّاسَ إذا رأَوُا الظَّالمَ فلم يأخُذوا على يدَيْه أوشك أن يعُمَّهم اللهُ بعقابٍ) رواه أبو داوود في سننه.
وكلمة “الناس” في لفظ الحديث النبوي مُطْلَقة، أي كلّ الناس بغض النظر عن دينٍ أو بلدٍ أو عِرق، عموم البشر إذا سكتوا عن الظلم فهم موعودون بعقوبةٍ إلهية.
على العالم بأسره أن يعلم أن السكوت على وقوع الظلم ليس في غزة فحسب؛ بل في كل مكان، سيكون مضاره على الساكت كبير على كافة الأصعدة والمستويات في الدنيا، وستكون عاقبته في الآخرة وخيمة جداً.
وقد ورد في الأثر أن مَلَكًا أُمرَ أن يخسف الأرض بقرية كان أهلها ظالمون فقال الملكُ: يا رب إن فيها فلان العابد؟ فأوحى الله تعالى إليه: (أن به فابدأ، فإنه لم يتمعّر وجهه فيّ ساعة قط).أي لم يغضب لانتهاك المحرمات وارتكاب المظالم.
ومن هنا نعلم أنه ينبغي على كل إنسان يرى الظلم، سواء وقع عليه أو على غيره؛ أن يتحرك لرد هذا الظلم، بقدر استطاعته، ولا يتوانى في ذلك.
واستمرار الظالم في ظلمه علامة شؤم ودمار، فإذا تُرك الظالم ليواصل ظلمه، سيؤدي ذلك إلى التمادي.
إن السكوت عن الظلم لا ينجي بل يمنح الفرصة للظالم لينظم ظلمه الآتي لا محالة، ومما يُحكى إسقاطاً على تمادي الظالمين أن ديكاً كان يؤذِّن عند فجر كل يوم، فأتى المزارع وقال له: “لا تؤذن مجدداً، وإلا سأنتف ريشك”، خاف الديك وتوقف عن الأذان، وقال في نفسه: “الفجر لا ينتظر إذني ولا أذاني، وديوك الحي لا تُقَصّر”.
بعد مرور أسبوعٍ، عاد المُزارع ليقول للديك: “إذا لم تقاقِ كالدجاجات، سأنتف ريشك”، فالتزم وراح يقاقِ كالدجاجات.
وبعد شهر جاء المزارع من جديد، ليبلغ الديك بآخر فرماناته: “الآن، إذا لم تبض كالدجاجات سأذبحك غداً”.
فبكى الديك بكاء المفجوعين وقال: “ليتني متّ وأنا أؤذن!”
ومن هنا نقول إنه حينما يقوم العالم بواجبه تجاه هذه القضية الإنسانية، لا يستطيع الكيان الصهيوني الغاشم الظالم أن يستمر في ظلمه لأهلنا في غزة، أما إذا استكانت الشعوب واعتادوا مشاهد الدمـ. ـاء والقتـ. ـل ورضوا بالظلم، فستقع الطامة على الجميع.
المسؤوليّة يتحمّلها الجميع، المجتمع الدولي، والهيئات الإنسانية، والمنظمات الأممية، والشعوب…. ولا سيّما الذين يملكون مواقع التأثير، عليهم جميعًا أن يطلقوا لسانهم بالحقّ، وينادوا بالعدل، ولا يركنوا إلى الذين ظلموا.
وفي الختام هناك بُشرى لأعوان الصـ. ـهاينة لا بد من أن أزفّها لهم وهي أن استقراء ممارسات الظلم والظالمين عبر الزمان يبين لنا أن الجميع مستهدفون، لذلك يخطئ من يظن أن الظلم الواقع على غيره لن يصل إليه، لأن الظالم ما أن يفرغ من إيقاع الظلم على الآخرين لا بد أن يطال بظلمه من أعانه عليه إنها سنة الله في الكون أن *من أعان ظالمًا سلطه الله عليه.*
»»»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب: