• ياسمين درويش
تتعرض المباني الأثرية التراثية إلى التشوه في البعض من أجزائها، أو فقدان بعض عناصرها الإنشائية أو التزيينية بسبب مرور الزمن الطويل، أو بسبب الكوارث الطبيعية كالزلازل، أو لأسباب أخرى يطول الحديث عنها.
وتحتاج المباني التراثية والأثرية إلى إعادة التأهيل لكي تعود بهية تحكي حكاية الأصالة والتاريخ.
لأن الترميم علم له قواعده التقت #الجماهير مع المهندس الاستشاري محمود سيكت عضو لجنة التراث في نقابة المهندسين، والذي شارك بترميم الكثير من المباني التراثية والأثرية في مدينة حلب، ليحدثنا عن كيفية ترميم المباني التراثية والأثرية لتعود كما كانت بالسابق.
وبين المهندس سيكت أن الترميم علم له عدة فروع كترميم التماثيل، والخشبيات والزخارف وغيرها الكثير.
ولأعمال الترميم اختصاصيون سواء كانوا مهندسين أو حرفيين مهرة.
ومن المعروف عن مبانينا الأثرية أنها ليست مباني مهجورة ومنفردة، إنما هي مباني مأهولة وعناصرها المعمارية معروفة،
و كذلك فإن مكوناتها والمواد المستخدمة في بنائها وتشييدها معروفة أيضا.
كما أن المهندس الإنشائي يعرف العناصر الحاملة للمبنى وكذلك يعرف طريقة التحليل الإنشائي للمبنى الأثري.
و أوضح سيكت أن إعادة ترميم المباني التراثية والأثرية تتم بعدة طرق مثل إعادة البناء، أو تعويض الأجزاء المفقودة من المبنى الأثري، أو تدعيم بناء أثري قائم بغية إعادة تأهيله لتأدية وظيفته السابقة كالسكن أو دور العبادة وغير ذلك.
ويضيف بأن الترميم هو عمل هندسي متكامل إذ أن المهندس المعماري يختص بتوثيق ورفع أثر البناء الأثري أو رسم الأجزاء المفقودة منه.
أما المهندس المدني الإنشائي فإنه حين يكلف بترميم مبنى أثري قائم و لكنه متهالك فهو يقوم بداية بنمذجة المبنى رقميا( إدخال المعلومات الإنشائية لعناصر المبنى كاملة) باستخدام إحدى برامج التحليل الإنشائي، وإجراء التحليل لتلك النمذجة ويقوم بحساب الجهود التي ينبغي أن يقاومها المبنى.
وعلى المهندس المدني الإنشائي أن يتحقق من قدرة البناء الأثري القائم على تحمل الجهود التي يتعرض لها، سواء من الحمولات المطبقة عليه أو قوى الرياح أو القوى الزلزالية.
قد يلجأ المهندس الإنشائي إلى تدعيم المبنى إنشائيا عن طريق إضافة عناصر مقاومة لا تشوه المبنى الأثري وتحافظ على شكله المعماري، وتثبيت أساساته وجدرانه وقبابه( إن وجدت) وكذلك أقواسه.
و بطرق أخرى منها إعادة الفك وإعادة البناء أو الاستبدال أو التعويض عن البناء.
كذلك هنالك طريقة الحقن وهو أحد الحلول التي تساعد في تثبيت الجدران المتخلخلة وإملاء الشقوق في القباب والعقود والدعمات والأقواس والجدران.
وعادة يكون الحقن بالسائل الكلسي ليعوض عن جفاف مادة ( قصر المل) وهي مادة تشبه الطينة الاسمنتية في يومنا هذا، وقد استخدمت قديما في الأبنية بصفتها مادة رابطة.
وبسبب مرور الزمن تعاني الطبقة الموجودة بين طبقة الجدران الخارجية والداخلية والمسماة ( طبقة الإملاء) من التفكك، وطبقة الإملاء هذه وهي الرابطة بين مكوناتها والتي كانت سابقا طبقة ( قصر المل) مما يتوجب حقن هذه الطبقة بالسائل الكلسي ليعيد هذا السائل التماسك لطبقة الإملاء بين الجدران ( الركة)، وبالتالي تثبت طبقات الجدران وتمنع سقوط حجارتها.
والحقن إما أن يكون يدويا وباستخدام جهاز الحقن لإيصال مادة الحقن إلى أعلى الجدار أو التحكم في مادة الحقن.
ويقول سيكت: لا ننسى أهمية الحرفيين وقدرتهم على نحت وتشكيل الحجارة بأجمل ما يمكن، كما أنهم يقومون بتعويض الزخارف والنقوش والمزرارات المفقودة وكذلك المقرنصات وغيرها من العناصر المعمارية الموجودة في المبنى الأثري الذي يعاد تأهيله.
واختتم حديثه بالقول:
إعادة تأهيل مبانينا الأثرية التراثية هو عمل هندسي صرف قائم على التعاون بين المهندس المعماري والمهندس المدني الإنشائي والحرفيين المهرة وأخص بالذكر النحاتين والحجارين.
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
»»»»»
قناتنا على التلغرام: