الجماهير || محمد الأحمد
بمناسبة المئوية الأولى لتشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني والهجرة الرهاوية الى حلب،أقيم مساء اليوم حفلا مركزيا بهذه المناسبة على مسرح نقابة الفنانين .
وأكد محافظ حلب حسين دياب أن حلب كانت ومازالت تشكل مهداً لجميع الحضارات الإنسانية ، ورمزاً للتآخي والمحبة والعيش المشترك ، مبيناً أن هذه المناسبة ماهي إلا صورة حيَة لواقع هذه المدينة النابضة بالحياة ، رغم كل ما تعرضت له خلال العصور المتعاقبة من تحديات ، لتعود وتنبض من جديد وتنفض عن كاهلها غبار الألم .
وأضاف المحافظ أن سورية بشكل عام وحلب بشكل خاص ، شكلت عبر التاريخ القديم والمعاصر ، منارة للقيم الإنسانية ، تجسدت من خلال غناها الثقافي والاجتماعي والديني ، وإرثها الحضاري ، لافتاً إلى أن السريان يشكلون أحد أطيافها ومكوناتها الذين كانوا أساساً في بناء هذا التاريخ الغني والعريق ، وسطروا عبر الزمن أسفاراً كثيرة من العطاء والبناء ، وباتوا يشكلون مع أطياف المجتمع السوري ، حجر الزاوية في جدار الوطن وجزءً هاماً من النسيج الوطني فاعلين ومتفاعلين في كل جوانب الحياة الاقتصادية والثقافية والمهنية والسياسية .
وقال قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم خلال كلمة له
أننا نحتفل اليوم بمناسبتين عظيمتين في قلب كل سرياني بالعالم وهما الاحتفال باليوبيل المئوي لتدشين كنيسة مار افرام السرياني والهجرة الرهوية إلى حلب رغم المنغصات لغياب المطرانين / يوحنا إبراهيم- وبولص يازجي / .
وأوضح البطريرك أن أبرشية حلب كانت مهمة في تاريخ الكنيسة السريانية وجلس على كرسيها أساقفة كبار وأحبار ، واليوم يجتمع أبناء السريانية ليبنوا المجتمع السرياني السوري ويحافظوا على تراثهم ويعلموا أبنائهم لغتهم السريانية السورية ويبنوا مع أخوتهم مجتمعاً حلبياً متميزاً .
ولفت البطريرك إلى أن الإرهاب طال البشر والحجر وهجّر مرة أخرى السوريين ومن بينهم السريانيين وهم يحتفلون اليوم معنا رغم بعد المسافات وسنعمل على وضع برنامج احتفالي لعام كامل، مشيراً إلى أن الرها تعيش في وجدان كل سرياني في العالم , حيث أنها مركز إشعاع ديني وحضاري ومركزاً للآداب الفنون والعلم .
وختم كلمته بالدعاء أن يحفظ سورية من كل مكروه ويحمي السيد الرئيس بشار الأسد ويرحم شهداء الوطن الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب سورية العزيزة.
من جانبه أوضح نيافة المطران بطرس قسيس مطران حلب وتوابعها للسريان الارثوذكس أنه تم تهجير السريان من الرها في العام ١٩٢٤واخذوا من حلب مقرا لهم وتم تأسيس مجتمع مسيحي ملتزم وتشييد كنيسة مار جرجس في حي السريان والثانية كاتدرائية مار افرام السرياني.
ولفت نيافة المطران قسيس إلى أن هذا الاحتفال يأتي بعد الهجرة الرهاوية بمائة عام حيث مرت أحداث استثنائية في حياتنا والكنيسة من خلال الحرب الهمجية والزلزال الذي ضرب حلب وتم إعادة تأهيل وبناء الكنيسة والمؤسسات الدينية والثقافية والعلمية التي تأثرت بالزلزال، واليوم نحتفل بها ببركة وحضور البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني.
وتخلل الحفل فيلم وثائقي بعنوان مائة عام ممجدة بالايمان وعمل مسرحي ، وأداء جماعي لجوقات أبرشية حلب السريانية .
وكان الاعلامي غسان الشامي تحدث عن تاريخ السريان الغني بالعلوم والآداب والفنون ، وارثهم الحضاري عبر التاريخ ، وطريق الآلام بعد تهجيرهم منذ نحو 100 عام على يد العثمانيين ، ووصولهم إلى الجزيرة السورية وحلب ، حيث تناموا فيها ضمن الجسد السوري الوطني .
حضر الاحتفال أمينا فرعي الحزب بحلب وجامعتها أحمد منصور و الدكتور لؤي شاشاتي ، وقائد شرطة المحافظة اللواء ديب مرعي ديب ورئيسا مجلسي المحافظة والمدينة محمد حجازي و الدكتور معد مدلجي والقنصل الايراني بحلب ومفتي حلب د. محمود عكام وعدد من المطارنة في سورية ولبنان.
وكان نيافة البطريرك قد افتتح مكتبة المطران يوحنا إبراهيم ومقر الكشاف السرياني واستديو قناة سوبورو في مطرانية حلب وتوابعها للسريان الارثوذكس.
ت. جورج اورفليان
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
»»»»»
قناتنا على التلغرام: