قراءة في قصيدة النثر لمجموعة من شعراء حلب

الجماهير || عتاب ضويحي

أقامت مديرية ثقافة حلب – دار الكتب الوطنية محاضرة بعنوان “من شعراء قصيدة النثر في حلب” للناقد زياد مغامس قدم فيها دراسة في قصائد الشعراء “محمد حجازي، سمر ياغي، مزعل المزعل وليلى أورفلي” على مسرح دار الكتب الوطنية اليوم.

وبين المحاضر في بداية حديثه أن الدراسة تشمل تقديم قراءة أولية تأويلية لمعرفة البنى السطحية ومن ثم العميقة الأولية،  أقرب للتفكيكية لمعرفة المعاني المغيبة والمشاعر المشار إليها رمزاً المتماثلة للوصول إلى التناص، وأيضاً قراءة سينولوجية مختصرة لمعرفة الإشارات والفكر الشعرية الواردة.

ومن ثم تناول المحاضر مغامس عن اللغة، الموسيقا، الصور الفنية، الواقعية المطعمة بالرمزية والفرح والحرية، في المجموعات الشعرية للشعراء الأربع “خن فيخون لحجازي، ريماس للمزعل، قصائد بلا حروف لياغي، ورذاذ الكلام لأورفلي”، حيث كانت اللغة والكلام للمحاضر سهلة جميلة لها انسيابيتها ورونقها ورقتها كنا في كتابة الشاعرتين أورفلي وياغي، بينما كان هناك انسجام لغوي وإنزال الملكة في مكانها في شعر حجازي، وحملت لغة المزعل البساطة الآسرة، وألفاظ سهلة لا تعقيد فيها لكنها تحفل بإيحاء من طيف واسع.

وانتقل المغامس للموسيقا الشعرية فبرأيه لم يستطع الشعراء الأربعة  لم يستطيعوا أن يفلتوا من أسر موسيقا القصيدة العربية بإيقاعها القديم، لم يسايروا لكنهم حاولوا، لكنه يبقى متجذر في ذاكرتنا، وتجلت الموسيقا بالتماثل، الجناس ، الطباق وغيره.

أما البلاغة فكانت الصور في المجموعات الأربع ترد في جمل تامة على هيئة استعارات، وكنايات رامزة يلحظها المتلقي وتكون جديدة في مسارها الجملي، صور فنية واضحة  تميل للبساطة والجدة معاً.

ورإى المحاضر أن نصوص الشعراء الأربعة رغم تضمنها الجديد بالصور الفنية المبدعة والمنسجمة مع الإيقاع، يمر في ثناياها النصوص الغائبة الماثلة لدى الجميع، لم تكن مغيبة بل ظاهرة، وهناك تأثر جلي بالكتب المقدسة والمأثور اللغوي البلاغي القديم.

وعن الواقعية في نصوص الشعراء برزت في فكرة الحب الذاتي واللافت المعبر عن العاطفة السامية وتحدت ردود الفعل المجتمعية كما في شعر أورفلي وياغي، وتوضحت الواقعية برمزية ذات قيمة إنسانية تحدثت عن الوطن والأم في شعر المزعل وحجازي.

وتدلى حب الوطن وظهر في مواقف كثيرة لدى الشعراء الأربعة كما برزت الحرية كل يعبر بطريقته الخاصة عن الحرية التي يسعى أليها، بينما كان الفرح غائباً، لمحوا له الشعراء، رغم البؤس وتركوا حيزاً للسعادة في بعض قصائدهم ضمن الحيز الضيق للسعادة، تلمح فيه طيوفا من الفرح.

وختم المحاضر مغامس بالقول إن المجموعات الأربع فيها ظواهر هامة لم تأخذ حيزها، وليست  بسوية فنية ولغوية وبلاغية واحدة، لكل شاعر لغته وبصمته الخاصة ووعيه وفهمه للإبداع الشعري، وإن الدراسة اهتمت بالبنى السطحية الظاهرة بالنصوص، وأنماط المعاني المتقاربة ولم تدرس شعرية النصوص.

شارك الحضور بطرح مجموعة من الأسئلة والمداخلات حول قصيدة النثر مالها وماعليها، و صعوبتها ومدى حاجتها لمفاهيم نقدية جديدة.

قدم المحاضرة وأدار الحوار أمجد حلاق مدير دار الكتب الوطنية، وحضرها مجموعة من الأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار