الجماهير || عتاب ضويحي
أنطلقت أمس أولى فعاليات ملتقى شكيب الجابري للإبداع الروائي – دورة الأديب عبدو محمد، الذي تقيمه مديرية الثقافة بشكل سنوي تكريما وتقديراً لجهود أدباء وكتاب حلب، بمشاركة الدكتور فاروق اسليم، الدكتور فايز الداية والدكتورة نسرين الصالح، على مسرح ثقافي العزيزية.
واعتبر الأديب عبدو محمد أن تسمية الملتقى باسمه،يعد تقديراً لجهوده ونتاجه الأدبي، وتقديراً منه لكل شخص يرى في نتاجه الأدبي قيمة أدبية، إذ حاول خلال مسيرته الأدبية حسب ماذكر في تصريح ل “الجماهير” أن يسلط الضوء على الحياة والعادات والموروث، وشغله الطفل كثيراً وكتب لهم القصص والمسرحيات، وركز على تنشيط خيال الطفل في قصصه، ودعا لتحفيز الأطفال على الإبداع والخروج عن القوالب الجامدة لنخرج مستقبلاً بجيل قادر على الإنتاج والإبداع، مشيراً إلى وجود قصة له في مادة اللغة العربية للصف السادس بمنهاجنا، ومسرحية في دولة الكويت، وقصة في أذربيجان، ورواية خيال علمي في جامعة روما أعدت في مجال الدراسات العليا.
وأوضح جابر الساجور مدير الثقافة أن الملتقى يأتي ضمن خطة وزارة الثقافة لرعاية وتكريم الأدباء والكتاب والشعراء الذين يسهمون بشكل مؤثر في الحركة الثقافية، واختيار الأديب عبدو محمد يأتي استكمالاً لخطة الوزارة في تكريم الأدباء وهم على قيد الحياة تقديراً لنتاجه الأدبي المميز في الرواية والقصة والمسرحية وغيرها من الفنون الأدبية.
وفي سياق متصل أشارت احلام استنبولي معاون مدير الثقافة أن الهدف من الملتقى اطلاع الجمهور المتلقي على نتاج الأدباء وتشريع الأقلام للنقد والدراسة، ومن خلال الملتقى اليوم نحاول الاقتراب من أعمال الأديب محمد الإبداعية “الصقيع، جسر عفرين، لقاءات، تساؤلات، مغارة الحظ، فارس عين جالوت، رحلة ملك الأحلام والشيخ والأزهار”.
وبدأ الملتقى بإلقاء مقتطفات من روايات الأديب محمد قدم الدكتور فاروق اسليم جزء من فصل رواية جسر عفرين، وألقت الشاعرة رولا عبد الحميد بعضاً من مجموعة “العصافير “والدكتور الداية قرأ فصلاً من رواية تساؤلات.
وتناول الدكتور اسليم في حديثه التراث اللامادي في رواية جسر عفرين جاء في سياقين رئيسين الأول الحفاظ على تراث شفوي لغايات توثيقية تاريخية واجتماعية واقتصادية مختلفة، والثاني إظهار المحبة لوطننا وتأكيد تجذرنا فيه مكاناً وناساً، مشيراً إلى أن الرواية تتألف من جزأين الأول رواية تجمع بين المتخيل الروائي السردي والأخذ من واقع عاشه المؤلف بطريقة ما، والثاني يتضمن 13 حكاية مرجعيتها بيئة عفرين منا رأى وسمع وعايش الأديب، ولفت المحاضر إلى أهمية حكايات جسر عفرين لمن يريد أن يقرأ تاريخ منطقة عفرين قراءة تتجاوز جفاف العرض التاريخي للأحداث، وتبحث عن قراءة لنبض حياة الناس في أحوال اجتماعية واقتصادية وسياسية ووطنية، وتسهم في معرفة تنوع الذات الوطنية السورية، وتعتبر مهمة أيضاً لصانعة الأفلام والمسلسلات لمافيها من أحداث تاريخية وثقافية وبطولات فردية درامية للرجال والنساء، وتمد كتاب الرواية والتاريخ بمرويات تاريخية واقتصادية واجتماعية وموروث شعبي غني.
ومن جانبه تحدث الدكتور داية عن بنية القصة القصيرة في أدب عبدو محمد، مبيناً أن الدرامية هي الحديث عن قيمة تعبيرية، وفي رواية لقاءات يتتبع التوهج في جوانب القصص ومما يكون التكوين الدرامي من صراع ومفاجأة وتراجيدية، تتقابل العناصر الدرامية لتؤكد جوانب في القصة وتعززها وتنورها لتكون أداة تعبيرية في الجانب القصصي ، وتطرق لمجموعة لقاءات القصصية ومافيها من قصص كل لها عنوانه وطبيعة خاصة في الموقف والشخصية، و من عنوان لقاءات هناك علاقة درامية، واللقاء في قصة “وداع” مهزوم وفيه صراع نفسي داخلي حزين.
وبدورها تناولت الدكتورة الصالح الحديث عن الزمكان الفلكلوري في رواية جسر عفرين، إذ تندرج الرواية تحت تخوم الرواية الإقليمية الفلكلورية، وتحمل حاضر الشخصية وذكرياتها الماضية، وكان الزمكان عنصراً حوهرياً فيها وتحقق وفقاً لمنظور الشخصية الرئيسية ودوافعها وتعاطيها مع الواقع وكيفية إدراكها لأهدافها، وتفاعل الزمكان مع باقي الشخصيات يجعله حيوياً لارتباطه بالمكان والتاريخ والأحداث وتفاصيل الحياة اليومية والقيم والعادات، وبالتالي والكلام للمحاضرة يتميز الزمكان الفلكلوري في الرواية بدرجة عالية من الكثافة الانفعالية التقيميية يتخذ فيها الزمن طابعاً حسياً متعلقاً بالمكان.
تقديراً لجهود الأديب عبدو محمد المبذولة في النهوض بالعمل الإبداعي والثقافي على مدى خمسة عقود، قدمت لجنة التكريم المؤلفة من جابر الساجور مدير الثقافة والدكتور فاروق اسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب ونذير جعفر رئيس فرع الاتحاد درع مديرية الثقافة له، بحضور عدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي والأدبي.
تصوير – هايك أورفليان.