المعجنات الحلبية التراثية: ذكريات متجذرة بين السقطية وباب جنين

الجماهير|| محمود جنيد

ينساب المزيج من أداة السكب بشكل أهليلجي ليأخذ أخيراً استدارة قرص “السيالات” بمختلف المقاسات، التي تُحضَّر في المطبخ الحلبي بالشكل التقليدي. تُعدُّ السيالات بالزبدة أو السمن، أو تحشى القطعة الأصغر حجماً بـ “اللبة” أو “القريشة” أو “الجوز” وتُقلى بالزيت النباتي، لتكون القطايف على الطريقة الحلبية.

وفي نفس محل المعجنات الذي حافظ على حضوره في الجهة المقابلة لسوق العتمة في باب جنين، تُصنع المزيد من أصناف موسم الشتاء التي تحمل الصبغة التراثية مثل المغربية والكنافة، التي يتفنن الحلبيون بتحضيرها سادة أو محشوة.

يستعرض حرفي المعجنات أحمد ملقي شريط ذكريات العائلة مع الصنعة المتجذرة في سوق السقطية، قبل أن يتفرع الأبناء للعمل في مناطق مختلفة ضمن مدينة حلب، ومن بينها باب جنين، التي لاذ بها جده عام 1970، لتستمر المسيرة مع الأبناء والأحفاد.

وأوضح أبو يحيى بأن توفر مادة الغاز الصناعي بأسعار مناسبة بعد التحرير بلغ 325 ألف ليرة سورية، بينما كانت قبل ذلك بين “900 ألف ليرة ومليون و200 ألف ليرة”، وكان ذلك عاملاً أساسياً في انخفاض أسعار منتجات محله من المعجنات. وينطبق نفس الأمر على باقي المحلات بتباين نسبي: حيث كانت أسعار القطايف 15 ألف ليرة قبل التحرير، وحالياً 12 ألف ليرة، والمغربية 10-14 ألف ليرة، والكنافة 15-18 ألف ليرة.

الأسعار مرشحة للانخفاض أكثر مع المزيد من الاستقرار وتوفر السيولة المالية لدى المواطنين، بينما عدم توفرها، حسب أبو يحيى، ينعكس سلباً على المستهلك ويؤثر في القدرة الشرائية، وبالتالي حركة السوق وانتعاشه.

 

قناتنا على التليغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار