الجماهير || محمود جنيد
يفرض الزعتر الحلبي حضوره الدائم على مائدة فطور السوريين عامة، إلى جانب زيت الزيتون. وترافقه عائلات الطلاب والكادحين كوجبة يومية يقتاتون بها، وتكاد تلك الخلطة النباتية، التي تشتهر بها مدينة حلب، لا تبارح رحال قاصديها، وهناك من يوصي بها من مختلف بلدان العالم.
تتكون خلطة الزعتر الحلبي الفاخرة من سبع إلى تسع أصناف ذات جودة عالية تشمل ورق الزعتر، الكمون، القضامة، الكزبرة، الشمر، اليانسون، ملح الطعام، وزهرة السماق التي تعطي المذاق الحمضي الطبيعي، بالإضافة إلى السمسم حسب الطلب.
ويشير أحمد الناصر، الذي التقيناه في دكانه الشهير ضمن منطقة الكلاسة، إلى أن صنعة الزعتر تعود لأكثر من سبعين سنة، وقد شهدت تحديثات عززت تنوعها بإنتاج الزعتر الأخضر المعروف بالخلطة الفلسطينية أو الأردنية، حيث تم إضافة النكهة الحلبية المميزة من خلال استخدام مكونات خاصة مثل نبتة الزوبعة والكراوية، مع زيادة كمية ورق الزعتر إلى جانب المكونات الأخرى. ومن الأصناف الأخرى المنتجة والتي تتميز بمذاق رائع هي خلطة الزعتر الحلبي بدبس الرمان.
ويؤكد “أبو باسل” أن عمليات التطوير والتحسين والابتكار التي شهدتها صنعة الزعتر الحلبي عبر الأجيال، قد منحته شهرة واسعة النطاق على مستوى المنطقة والعالم.
أسعار الزعتر الحلبي شهدت انخفاضًا ملموسًا بعد التحرير، حيث وصل سعر الكيلوغرام للخلطة الجيدة إلى 40 ألف ل.س، بعد أن كان قد وصل سابقًا إلى 57 ألف ل.س. وهناك زبائن تطلب تواصي للمدن السورية أو بلاد المغترب، حيث تزداد فيها نسب المكونات مثل السمسم، مما يؤدي إلى ارتفاع السعر، وهو ما رصدناه خلال تواجدنا في المكان.
—-
قناتنا على التليغرام 👇🏻