الجماهير|| محمود جنيد
مشهد متناقض يطالعك في تلك البقعة الحيوية الواقعة ضمن مركز المدينة “باب جنين” ومحيطها، التي تعج بمظاهر النشاط التجاري العشوائي غير المنظم، مما يؤدي إلى تشوه بصري واختناقات مرورية بسبب عربات الأطعمة والمأكولات “السندويش” وبسطات الخضار والفواكه ومواد غذائية وألبسة وأحذية وأدوات منزلية وغيرها.
وفي الجهة المقابلة، يمثُل مشروع سوق البشائر “موقع سوق الهال القديم” غير المكتمل، وكأنه جسد بلا روح، رغم إنجاز أعمال البنية التحتية بالكامل للمشروع ذو الطابع التجاري والسياحي والخدمي، الذي أُدرج ضمن خطة تجميل وتحسين مركز المدينة.
مثال مشابه بالمعطيات ذاتها، لتجمع السيرفيسات والباصات على جنبات الطرقات في نفس البقعة، باب جنين، على مقربة من الساحة التي تعثّر فيها تنفيذ مشروع مركز انطلاق باصات النقل الداخلي “سوق البراكات سابقًا”، ليزيد مركز المدينة تشوهًا بدلاً من تجميله وإعادة تطويره وتأهيله.
ولو أعدنا ترتيب المشهد وتركيب الصور كما يجب أن تكون عليه، لم نكن لنرى مظاهر فوضى الإشغالات المتنوعة والبسطات والسيارات المصفوفة في ظل وجود موقع شاسع المساحة يضم 180 محلًا تجاريًا لأصحاب السوق القديم وصالات تسوق ومول تجاري ومقاهي سياحية ومرائب سيارات. نتحدث هنا عن سوق البشائر الذي من شأنه، في حال إكمال مشروعه ووضعه في الخدمة، تأمين الكثير من فرص العمل وربط المدينة القديمة بمركز المدينة، مشكلاً بيئة تجارية استثمارية وسياحية مميزة.
والأمر نفسه ينطبق على السيرفيسات والباصات المنتشرة على قارعة الطريق، والتي من المفروض أن تتجمع في بقعة واحدة مجهزة بكل ما يلزم من بنية تحتية ومرافق “مركز الانطلاق” الذي لم يُبصر النور لأسباب وخلفيات تحمل في طياتها الكثير من علائم الترهل والفساد على زمن النظام المخلوع.
ما نريده من هذه الإضاءة هو إعادة التذكير بهذه المشاريع والدفع باتجاه استكمالها ووضعها في الخدمة لما لذلك من منعكسات إيجابية وتطويق للمظاهر السلبية.
#صحيفة_الجماهير