الجماهير || متابعات..
في ظل موجة جفاف غير مسبوقة تضرب المنطقة هذا العام، اختفت بشكل لافت ورشات حصاد الكمون والعدس التي كانت تشكّل مصدر دخل حيويًا لمئات العوائل الفقيرة في ريف حلب. هذه الورشات، التي كانت تُنعش الاقتصاد المحلي خلال مواسم الحصاد، تحوّلت إلى ذكرى بفعل تداعيات التغيرات المناخية القاسية، مما فاقم معاناة مجتمعات تعاني أصلاً من تبعات الأزمات المتلاحقة.
الجفاف يضرب “الذهب البني”
أدّى انخفاض معدلات هطول الأمطار بنسبة تجاوزت 60% مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى موجات الحر الشديدة، إلى جفاف الأراضي الزراعية وتقلص المحاصيل بنسبة كبيرة. وقال أبو محمد، أحد المزارعين الذين اعتمدوا على زراعة العدس لأكثر من 20 عامًا: “لم أشهد مثل هذا الدمار من قبل، المحاصيل توقفت، والورشات التي كنا نعمل بها صارت بلا حصاد”.
انعكاسات اجتماعية واقتصادية مدمّرة
تُعد هذه الورشات مصدرًا لتشغيل العشرات من العمال اليوميين، خاصة النساء وكبار السن، الذين فقدوا الآن فرصتهم الوحيدة لكسب قوت يومهم. وفقًا لمصادر محلية، ارتفعت نسبة العائلات النازحة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، فيما تعاني القرى من انتشار الفقر وانعدام البدائل الاقتصادية.
نداءات للتدخل العاجل
طالب مزارعون المنظمات الإغاثية بتدخل عاجل لدعم المزارعين عبر توفير تقنيات ري مستدامة وبذور مقاومة للجفاف. كما حذّر الخبير الزراعي د. أحمد العلي من أن “استمرار هذا النمط المناخي قد يُفقد المنطقة زراعاتها الاستراتيجية إلى الأبد”، داعيًا إلى وضع خطط طويلة الأمد لمواجهة التصحر.
في الختام، تحوّل ريف حلب من رمز للزراعة البعلية إلى مثال صارخ على هشاشة المجتمعات الريفية أمام التحديات البيئية، مما يستدعي تضافر الجهود المحلية والدولية لإنقاذ ما تبقى من إرث زراعي وإنساني.
#صحيفة_الجماهير