سوق العقارات في حلب… بين الواقع المُعقَّد وتوقعات الانهيار  

الجماهير || تحقيقات..
تشهد مدينة حلب حالةً استثنائية في سوق العقارات، حيث تُواجه زيادة حادة في الأسعار رغم تراجع الطلب وشح السيولة النقدية، وهو ما يطرح تساؤلات حول استدامة هذا الارتفاع وهل هو مُجرد “فقاعة وهمية” تتهيأ للانفجار؟ فكيف تُفسَّر هذه التناقضات، وإلى أين تتجه السوق؟

. ارتفاع الأسعار بأكثر من الضعف: الأسباب الخفية
– مثال صادم : تحوّل سعر المنزل من 20 ألف دولار إلى 50 ألف دولار دون وجود زبائن فعليين، وفق شهادات من السوق المحلي .


– عوامل الدفع:
– ارتفاع تكاليف البناء: بسبب تضاعف أسعار مواد البناء مثل الإسمنت والحديد والبلوك.
– التركيز على فئة محدودة: يقتصر الشراء على التجار وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة والمغتربين، ما يُغذي المضاربة ويرفع الأسعار بشكل مصطنع .
ركود السوق: فجوة بين العرض والطلب.

– عرض كبير .. طلب ضعيف:
تشير بعض المكاتب العقارية إلى وفرة العروض العقارية، خاصة في الأحياء الشرقية المتضررة من الحرب، بينما يتراجع الطلب بسبب ضعف القدرة الشرائية وانتظار انخفاض الأسعار .

– السيولة المفقودة: يعاني السوق من جمود في عمليات البيع بسبب توقف إجراءات نقل الملكية الرسمية منذ ديسمبر 2024، ما يُعزز الاعتماد على الصفقات غير الرسمية القائمة على الثقة بين الأطراف .

. توقعات بانهيار الأسعار: بين الأمل والواقع
– توقعات الخبراء:
يتوقع بعض السماسرة والمستثمرين انهيار الأسعار بنسبة تصل إلى 50%، خاصة مع تداول أخبار عن قرب بدء مشاريع إعادة الإعمار في الأحياء الشرقية، والتي قد تُزيد المعروض من الوحدات السكنية .

– مخاطر الفقاعة:
يُشير تحليل اقتصادي إلى أن الارتفاع الحالي “وهمي” وغير مرتبط بقواعد العرض والطلب، بل ناتج عن المضاربة وتضخم تكاليف البناء، ما يُنذر بانهيار مفاجئ .

تأثير العوامل الخارجية:
– الهجرة العكسية: عودة بعض النازحين والمغتربين تزيد الطلب على العقارات، لكنها لا تكفي لامتصاص الكم الهائل من العروض المُتاحة .

. آراء المواطنين: بين اليأس والأمل
– شهادات مؤلمة:
يقول “أبو جهاد”، بائع إلكترونيات: “الاختيار بين شراء منزل بأسعار خيالية أو انتظار الانهيار أشبه بالمقامرة” .
– حلول بديلة:
يلجأ البعض إلى الانتقال للأحياء الشرقية ذات الإيجارات المنخفضة كبديل عن الغربية المرتفعة .

-مستقبل غامض وسيناريوهات متوقعة:
تتجه أنظار السوريين إلى تحركات إعادة الإعمار واستقرار الليرة، لكن الوضع الحالي يُشير إلى أن سوق العقارات في حلب يقف على حافة منحدر خطير. إذا تحققت مشاريع الإعمار وزادت السيولة، قد يشهد السوق انتعاشًا، أما مع استمرار الجمود، فستنفجر الفقاعة لتنخفض الأسعار إلى النصف، كما يتوقع الكثيرون.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار