24 ألف طالب وطالبة بانتظار استئناف دراستهم بعد انقطاع قسري … رئيس جامعة حلب يبشر: قرار الإعادة سيصدر خلال شهر مع توفير تسهيلات ومرونة إدارية ودعم للطلبة في الخارج.
الجماهير || أسماء خيرو…
في ظل تحديات مستمرة، تتصاعد أصوات طلاب جامعة حلب المنقطعين عن الدراسة، الذين يُناشدون الجهات المعنية إنصافهم وإنهاء معاناتهم التي تهدد مستقبلهم الأكاديمي.
فبعد سنوات من الانقطاع القسري بسبب الظروف الأمنية وانحيازهم لـ”ثورة الكرامة”، يواجه هؤلاء الطلاب عوائق جديدة لم تكن أبداً في الحسبان.
• تأخير إعادة القيد.
حيث أرسل الطلاب المنقطعون رسائل عاجلة إلى صحيفة الجماهير، أكدوا فيها أنهم تقدموا بطلبات إعادة القيد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، دون صدور أي موافقات رسمية حتى يومنا هذا. هذا التأخير يُهددهم بخسارة الفصل الدراسي الحالي، خاصةً لطلاب الكليات العلمية والهندسية، حيث بدأت الدروس العملية بالفعل منذ أسبوع، مشددين على ضرورة تعجيل إصدار القرارات، خاصة أن عدداً منهم يقيم خارج البلاد وينتظر الموافقة للعودة إلى مقاعد الدراسة.
• مناهج متغيرة وأعباء دراسية مُضاعفة.
يواجه الطلاب العائدون، وخاصةً طلاب السنة الرابعة في الهندسة والثالثة في الكليات ذات الأربع سنوات، تغييرات جذرية في المناهج الدراسية، فبعض المواد التي اجتازوها سابقاً وفق الخطة الدراسية القديمة تم حذفها، بينما أُضيفت مواد جديدة من مستويات مختلفة، مما يعني خسارة جهود سنوات سابقة وتحمل أعباء إضافية دون مبرر. يأمل الطلاب في منح دورة تكميلية استثنائية للطلبة المنقطعين لإنقاذ فرص التخرج وتخفيف الضغط الدراسي الناتج عن التغيرات الكبيرة في المناهج.
• الحاجة إلى مرونة في الاختصاصات.
مع تقدم العمر وتراكم المسؤوليات العائلية، يطلب الكثير من الطلاب تسهيل آلية تغيير الاختصاص، والانتقال إلى فروع تسمح بالدراسة عن بُعد أو دون دوام عملي مكثف. كما يطالبون بإعادة النظر في شروط التحويل الحالية بما يناسب ظروف هذه الفئة، حيث إن الشروط الحالية للتحويل لا تراعي ظروفهم، مما يزيد من معاناتهم.
• توفير حلول استثنائية للكليات العملية.
نظراً لاستحالة تعويض الدروس العملية، يطلب كثير من الطلبة مراعاة الظروف الخاصة لطلبة الكليات العلمية (مثل كليات الهندسة والعلوم)، لا سيما في الجوانب التطبيقية من البرنامج الدراسي من خلال توفير بدائل (كجلسات تعويضية مكثفة أو تسجيلات مرئية). إذ يُواجه عددٌ منهم التزامات وظيفية (كالعمل في المجال التعليمي) أو مسؤوليات عائلية قد تُصعِّب عليهم الانتظام الكامل في الحضور خلال الفترات العملية.
* ردود جامعة حلب.
تواصلت ” الجماهير” مع الدكتور أسامة رعدون، رئيس جامعة حلب، حيث أوضح تفاصيل قرار لعودة الطلاب المنقطعين عن الدراسة، سيصدر خلال شهر كحد أقصى، و أن القرار يسمح لجميع الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة بين عامي 2011 و2025 بالعودة الفورية إلى مقاعدهم الدراسية دون أن يتحملوا أية أعباء مالية. مؤكداً أن حوالي 24 ألف طالب وطالبة قد سجلوا حتى الآن استعداداً لاستئناف دراستهم.
وأكد الدكتور رعدون أن ملف الطلبة المنقطعين يحظى باهتمام بالغ، حيث تتم دراسة جميع حالات الطلبة المنقطعين وسُيعلن عن قرارات القبول خلال شهر كحد أقصى، مشيراً إلى أن الطلبة الموجودين خارج البلاد ستمنحهم الجامعة فرصتين للتسجيل: خلال هذا العام والعام المقبل وفق إجراءات ميسرة لتسهيل عودتهم.
وبين الدكتور رعدون أن الجامعة بدأت بتطبيق القرار خلال امتحانات الفصل الأول، حيث سمحت لبعض الطلاب المنقطعين بإجراء الامتحانات بشروط استثنائية، شريطة استيفائهم لمتطلبات القرار، كما وجهت إدارة الجامعة كافة الكليات بإرسال أسماء الطلاب الراغبين بالعودة وتمكينهم من استئناف دراستهم فوراً، مع العمل على تسريع الإجراءات الإدارية لدمجهم في النظام الأكاديمي بشكل كامل وكأن انقطاعهم لم يحدث.
وأشار الدكتور رعدون إلى أن عودة الطلاب ستكون في مرحلتها الأولى خاضعة لشروط مؤقتة، لكن الجامعة تعمل على تحويلها إلى عودة نظامية دائمة دون تحميل الطلاب أي التزامات مالية إضافية. مبيناً أن الطلاب الذين انقطعوا بسبب ظروف نظامية سيعودون بشكل طبيعي دون حاجة لإجراءات استثنائية ، بينما الطلاب الذين انقطعوا بسبب الرسوب الأكاديمي فلا يسمح لهم بالعودة إلا بعد صدور مرسوم خاص يسمح بذلك.
وفيما يخص الدورة التكميلية أوضح الدكتور رعدون بأنه سيتم رفع اقتراح إلى وزارة التعليم العالي لدراسته ، ويتطلع إلى إصدار مرسومٍ في هذا الشأن ، موضحا بأن الطلبة الذين انقطعوا عن الدراسة في سنة التخرج سيستمرون وفق خطتهم الدراسية الأصلية دون أية تعديل، أما الطلبة الذين لم يصلوا إلى سنوات التخرج، فسيتم معادلة موادهم الدراسية بناءً على التعديلات التي شملت حذف بعض المواد وإضافة مواد جديدة .
وفي شأن مرونة تغيير الاختصاص، لفت الدكتور رعدون إلى أن تغيير التخصص الدراسي عملية متاحة ويسيرة، حيث يُعاد تسجيل الطلاب الراغبين في ذلك، مع اشتراط استمرار تسجيلهم في الكليات الحالية التي ينتمون إليها قبل فترة الانقطاع الدراسي، مشيراً إلى إتاحة الفرصة لهم للتقديم على نقل التخصص، طبقاً لقواعد النقل والتحويل في بداية كل عام دراسي. على أنه في حال رغب طالب في كلية الهندسة الكهربائية بالانتقال إلى تخصص مختلف تمامًا، فلن تُحتسب سنوات دراسته السابقة، وسيُعاد تسجيله كطالب في السنة الأولى في التخصص الجديد. أما إذا كان الانتقال بين تخصصات متشابهة، فقد يُسمح له بالاحتفاظ بجزء من سنوات الدراسة السابقة، بناءً على مدى تطابق المقررات الدراسية بين الاختصاصين.
وأكد الدكتور رعدون في حديثه عن الجلسات العملية أهمية الالتزام بهذا الجانب، نظراً إلى سعي جامعة حلب لإعداد خريجين مؤهلين قادرين على الربط بين متطلبات المجتمع المحلي وسوق العمل، مما يمكن الطلبة بعد التخرج من أن يصبحوا خبراء في مجال تخصصهم.
من جهة أخرى، لفت إلى إمكانية اتخاذ إجراءات مرنة تجاه الطلبة الذين يواجهون صعوبات في حضور الجلسات العملية، كتكثيف هذه الجلسات في فترات زمنية محددة، بما يُسهّل عليهم الموازنة بين التزاماتهم الدراسية والظروف الشخصية التي تحول دون حضورهم.