الجماهير || محمود جنيد..
تتجلى في مركز مدينة حلب صورة صارخة للتناقض: ساحة سعد الله الجابري المرمّمة والمزينة بالكامل، تنتظر افتتاحها الرسمي كوجه مشرق، فيما تقبع على الطرف الآخر أطلال كراج الانطلاق الغربي والكراج السياحي الموحد ومشروع سوق البشائر (سوق الهال القديم) المتعثّر، كوجه قاتم للتردي والإهمال.
كراج الانطلاق الغربي:
تحول إلى أطلال مهجورة، فقد وظيفته منذ سنوات طويلة. ساحته أصبحت أشبه بـ”سوق الجمعة” تعج بالبسطات العشوائية لبيع الخردة والملابس المستعملة، بينما يمتلئ طابقه الأرضي بالأوساخ وبضائع بائعي الخضار والفواكه.
الكراج السياحي الموحد:
مهجور ومحاط بمكب للنفايات تنبعث منه روائح كريهة فيما تعج ساحاته الداخلية والخارجية بالحفر والأوساخ.
سوق البشائر (سوق الهال القديم):
مشروع استثماري تجاري طموح ضمن خطط تطوير مركز المدينة، توقف عن العمل منذ سنوات عند مرحلة الهياكل والبنية التحتية فقط.
بين هذا الوجه الباهت وذاك الوجه المشرق لساحة الجابري، يترقب أهالي حلب بفارغ الصبر خطوات إنعاشية جادة. إنهم ينتظرون مشاريع تعيد الحيوية إلى قلب مدينتهم ومحيطه، مشاريع تليق بمكانة حلب الاقتصادية والثقافية والسياحية، وتنسجم مع الرؤى التنموية المعاصرة، مستفيدةً من الانفراجات المرتقبة والتوافر المتوقع للسيولة والاعتمادات المالية.