سيف كورونا يشبه سيف داعش (استسلم أنت في حضرة الكورونا )

د. حسام الدين خلاصي

مع بداية عام 2020 ومنذ يومها الأول ألمت الأوجاع والمصائب بالإنسانية، وبدا أن هذا العام لايحمل الخير مع تنبؤات العرافين والمنجمين العالميين وليس فقط في منطقتنا .
وهنا أتذكر كيف أن أغلب الزعماء تحدثوا عن رؤية جديدة للعالم ولأوطانهم تحت مسمى (2020 – 2030).
وتوقعت حينها أن هذا الإجماع في القمة العالمية في شرم الشيخ والإمساك بالكرة المنيرة بين ملك اليهود والصهيونية من بني سعود والرئيس ترامب المدير الرسمي للحملة والرئيس المصري الممثل لدول تنفيذ ما ينص عليه الاتفاق، توقعت بعد هذا المشهد خراباً عالمياً يقوده الذكاء الصناعي الذي بشّروا به، ولكني لم أتوقع كيف ومتى بالضبط! لأن هذه القوى ما اجتمعت على خير قط كما اعتدنا . إلى أن ظهر كورونا (الفيروس التاجي – ملك الملوك ) .
نعم اليوم كورونا يقود العالم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وعبر أرقام الوفيات والمؤتمرات الصحفية، وانتشرت نظريات نشوئه بين المؤامرة وبين غضب الطبيعة.
المهم إنه انتشر !
وكان أكثر الفرحين بانتشاره هي الأنظمة القديمة الحاكمة للعالم ومن أخطرها ممثلتهم والتي تدعى منظمة الأمم المتحدة (الراعي الرسمي لدمار الإنسانية) بمؤسساتها كافة، ومن ورائها مؤسسات الاقتصاد العملاقة التي لاتهمها حدود ولا أوطان.
كورونا أيها السادة أنواع منفصلة ومفصلة حسب كل دولة وتوزع حسب الدول التي ينتشر بها، وأنا لست طبيباً، ولكني مراقب لآثار هذا الفيروس الذريعة.
فكما 11 أيلول كان ذريعة، وكما منظمة القاعدة كانت ذريعة، وكما داعش والنصرة كانتا ذريعة فكورونا أيضا ذريعة.
كورونا أيها القارئ الكريم فزاعة جديدة تقدّمها القوى العظمى والشريرة لشعوبها وللشعوب الأخرى، فإن هي التزمت بالتعليمات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي، وإن هي التزمت ببيع مقدراتها الوطنية أو استدانت هرباً من الجوع والعوز، فهي ستنال الحماية والرعاية والتبعية في النظام العالمي الجديد، وإن تمنعت ورفضت مسرحية كورونا، وحاولت إيجاد حلولها الوطنية ستعتبر مارقة وعدوة للبشرية، ومن هنا نفهم العداوة الظاهرية بين الإدارة الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية، لكي ننصاع أكثر لتوجيهات هذه المنظمة البائسة .
ونفهم أيضاً لماذا في كل يوم يخوفنا رئيس هذه المنظمة بعدم إعلان انتهاء الحجر من جهة واحدة في أي بلد لأن لكورونا انتكاسات !!!!
ونفهم أيضاً هذه التفصيلات لجامعة هوبكنز لأنواع المصابين بين حامل للفيروس مستتر، وآخر ظاهر ….. إلخ. الحقيقة أن سيف كورونا يشبه سيف داعش في كل شيء
*في الرعب
*وأوهام الانتشار
*وعودة التفشي
** وأهم شيء انتشاره في بلد المنشأ والترويج ( العصابة العالمية) وهي أمريكا الصهيونية التي لايهمها أن يموت لديها 3 ملايين مواطن خارج عن الخدمة، فتظهر نفسها بمظهر الضحية وتفرض شروطها، وتقود حلها العالمي الذي يخدم مصالحها وتفرضه على البشرية ، إذ لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك ذاته.
تلقن هذه العصابة العالم درساً قاسياً (إيطاليا وإسبانيا) لأنها من أضعف الدول واقتصادها السياحي والريعي مؤهل للانهيار السريع وتدفع بذلك الاتحاد الأوروبي للانحلال بعد أن تمت الصفقة مع البريطانيين والألمان، أما باقي دول أوروبا الهشة فإلى ذيل التبعية الصهيوأمريكية عليها أن ترجع.
وعلى الضفة الأخرى تقف ثلاث دول مع حلفائها تقاوم هذه الفزاعة، ووزعت المهام بينها .
*روسيا تتابع تطوير منظومة تسليحها باقتدار وعينها على كورونا، والعين الأخرى على سباق التسلح الفضائي، واحتلال الفضاء بمعناه الإلكتروني وقدرات G5 و G? القادمة لامحالة .
* الصين التي تفرغت لإنتاج العلاج وبروتوكوله لإفراغ الرعب من كورونا ولدعم الإنسانية بالأمل وعينها الأخرى على سد الفراغات الاقتصادية والسياسية الحاصلة في أوروبا وأفريقيا .
* إيران وحزب الله التي اعتبرت الهدف رقم واحد بالنسبة لإسرائيل في حصيلة غنائمها من مسرحية كورونا.. إيران تتابع القضاء على كورونا الخاص والمنتشر على أرضها ونهضت مع شعبها للتصدي لفيروس الإبادة الجماعية، وعين إيران الأخرى على الكيان الصهيوني، ومستمرة في تطوير قدراتها الصاروخية الدقيقة. فكورونا ليست نهاية العالم بل بداية لعالم يجب أن ينتصر فيه محور المقاومة. وباقي الدول المنتشرة في العالم توزّعت أدوارها تبعاً لانتمائها لأي محور والكل ينفذ بالتنسيق.
في النتيجة من صدّق كورونا ومن لم يصدق عليه أن يفرّق بين الخط الوطني للتصدي لهذا الفيروس- ففي كل لحظة يمكن أن ينشر مروجو كورونا سلالة تشبه تلك التي انتشرت في إيطاليا وإيران- وبين الخط العالمي لمحاربة هذا الفيروس. ولايجب الخروج ولو ظاهرياً عن الخط العالمي والتعليمات العالمية في المواجهة.
رقم العدد ١٦٠١٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار