الجماهير – محمود جنيد
المدرب التونسي نبيل معلول .. شاهد ولمس شغف الجمهور السوري بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، قبل بمهمة تدريب المنتخب السوري بمقابل مادي أقل بكثير مما كان يتقاضاه مع فرق أخرى، لديه كادر معاون مكتمل وجيد، حسم موضوع شارة الكابتن التي سببت سابقاً مشاكل مؤثرة جداً ، يرى بأن عجينة المنتخب ممكن تشكيلها للعب بأكثر من طريقة مع العناصر الهجومية المميزة والحلول الكثيرة في الخط الأمامي، لديه تصوراته عن المرحلة المقبلة بشكل عام، وفي النتيجة صرح بأن هدفه هو الوصول بالمنتخب الوطني السوري إلى نهائيات كأس العالم.
ولكن وقبل ذلك، ماذا عن الواقع القائم، مرحلة الفراغ الحساس ” كورونا”، وكيف يجب التعامل معها، ما هو البرنامج، ماهي الخطة المناسبة للإمساك بخيوط اللعبة والإمساك بمقود التحكم بنجاح، إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها بعد غروب كورونا، واللقاء في أرض الملعب؟
الخبرة الكروية الوطنية د. محمد عقاد يرى بأنه وفي هذه المرحلة التي يتبع فيها لاعبو منتخبنا الوطني الأول المحترفين افتراضياً برامج تدريبية موضوعة من قبل مدربي أنديتهم ومن غير الوارد أن يتداخل معها برنامج آخر ضمن ظروف الحجر الصحي، يجب التحول من قبل المدرب إلى منحى آخر في التعاطي مع الظرف واستغلاله بالتعارف الاجتماعي مع اللاعبين من خلال التواصل الدائم معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودراسة صفاتهم الشخصية وسماتهم النفسية وميولهم في الحياة بعيداً عن كرة القدم في هذه الفترة، بما يتيح للمدرب التقرب أكثر من اللاعبين وتوطيد روابط الثقة والمحبة التي يمكن من خلالها للمدرب وبإيمان اللاعب به أن يفجر طاقات وإمكانات اللاعبين في الدرجات القصوى، واستثمار ذلك في تحقيق نتائج لم يحققها أي مدرب آخر.
وأشار عضو اتحاد الكرة السوري الأسبق، إلى الدور المهم والكبير لمحللي الأداء من أعضاء الجهاز الفني للمنتخب ( مساعدي المدرب) في هذه المرحلة وبتوجيه من المدرب الأول، ويتمثل بإعداد دراسة مفصلة ومن كل المناحي عن الفرق المنافسة لنا في التصفيات المشتركة ونقاط القوة والضعف لكل فريق على حدة، ووضعها بين يدي المدير الفني الكابتن نبيل معلول الذي يكون بالمقابل قد أتم مهمة الدراسة النفسية للاعبين، ليكون جاهزاً مع فريقه للحظة الانطلاق الحقيقية مع خطوة كبيرة للأمام.
وأكد د. عقاد بأن العمل لا يمكن أن يتم عملياً إلا على هذين المنحيين فقط، وطرح مقاربة عملية للنتائج التي يمكن تحقيقها، بالإشارة إلى “الريمونتادا” الشهيرة التي صنعها فريق ليفربول في دوري أبطال أوروبا على حساب غريمه برشلونة الفائز ذهاباً بثلاثية نظيفة، ويعود الفضل فيها حسب العقاد إلى محللي الأداء في الفريق الإنكليزي الذين قدموا معلومات قيمة ضمن تقرير مفصل للمدرب “يورغن كلوب”، عن المنافس، كان لها الأثر بتحقيق الفوز إياباً برباعية أهلت “الريدز” إلى الدور التالي.
فهل سيتمكن المعلول مع طاقمه من قيادة مجريات الأمور بشكل صحيح وتحقيق الطموح الذي جاء من أجله، والحلم الذي ينام ويصحو عليه الشعب السوري بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر؟.
رقم العدد ١٦٠٣١