الجماهير – فاتن يوسف
تسع سنوات وسورية تنزف شهداءها ،الآلاف من الشهداء ارتقوا برصاص وسواطير إرهاب( الربيع العربي ) أجنة في بطون أمهاتهم ،مسنون، أطفالا في طريقهم الى المدارس ،شباباً على مقاعد الدراسة ،عمالا في مواقع العمل ،متطوعون في العمل الإنساني والشعبي ،مواطنون في منازلهم ، شخصيات رسمية ،معلمون ودكاترة في الجامعات ،أطباء وممرضات،رجال دين ،تجار،مخترعون ،اعلاميون ،رجال اإطفاء وقوى الأمن الداخلي ،وأبطال الجيش العربي السوري ،آلاف الشهداء منذ عام 2011 وحتى اليوم في سورية ،وذنبهم أنهم سوريون أحبو وطنهم ،وأخلصوا في عملهم ،ووقفوا في وجه كل من يريد العبث بسورية وجوداً وهوية.
– قصص وبطولات ومواقف شجاعة :
– الجيش و قوى الأمن الداخلي
استنكر وجود علم الانتداب في زاوية من زوايا أحد أحياء حلب ،فأمسك به لينتزعه ،ولم يدرك أنه صاعق لقنبلة مفخخة صنعها الإرهابيون ،هي حكاية شهيد من شهداء قوى الأمن الداخلي اللذين انضموا الى قافلة الشهداء وهم يتصدون للفوضى والتخريب بأيد خالية من السلاح .
و في الطريق الى دمشق ،بليلة رأس السنة،والبرد قارس ،كان يقف في الطريق المؤدي الى ريف دمشق ،يسهر لتنام أعين السوريين ،ﻻيرتدي معطفا” فوق سترته العسكرية ،بادله التحية أحد الصحفيين المارين في ذلك الطريق ،نزل من السيارة وخلع معطفه وقدمه للجندي قائلا: أرجو أن تأخذه مني فالبرد قارس وأنت ﻻترتدي معطفا” ،شكره الجندي ثم قال ،أرجو أن ترتدية أنت فالجو بارد عليك أنت أيضا” ،أجاب الصحفي :أنا سأعود للمنزل بالسيارة ،أما أنت فستبقى واقفا بالبرد ،عانقه الجندي قائلا :بين لحظة وأخرى قد استشهد وعندها لن يستفيد من المعطف أي منا.
– لأنه شاب مخترع
في حي النزهة بحمص ،كان المخترع الشاب (عيسى عبود) ابن ال 26 عاما” يملأ الدنيا بأحلامه وأفكاره ويملأ فضاء غرفته ببراءات اختراعاته ،كان يحلم بأن يكبر اسمه ،وتكبر به عائلته ، يحلم بوطن تكلله النجاحات وباختراعات لا تليق إلا بسورية ،لم يكن عنده الوقت إلا للإختراع ،26 ربيعا” ،وأكثر من 100 اختراع ، حاز على براءات اختراع عالمية ،وجهت له الدعوات لمنحه الجنسية من أكثر من بلد أوروبي ،إحداها الجنسية الأميركية، ولكنه رفض ولم يقبل بديلا عن جنسيته السورية، من اختراعاته نقل دماغ دجاجة الى وحدة تخزين معلومات صوتية وصورية سعتها أكثر من 1800 Giga byte في 17 نيسان عام 2011 كانت الأزمة التي افتعلها -شياطين الأرض -في سورية بأسابيعها الأولى عندما اقتحم مسلحون بيت أهل عيسى ودخلوا الى غرفته ومزقوا برصاصهم الحاقد دماغ المخترع الشاب الممتلىء إبداعا” وذكاءا وأحلاما” ومحبة.
– لأنه بطل الرياضة
في حلب ، في كل مرة من المرات الست كان يحصد ذهب البطولة ،ومعها يرتفع علم سورية في المحافل الدولية الى السماء ويقف الحاضرون احتراما” مع لحن النشيد العربي السوري ،أنه بطل الملاكمة السوري( غياث طيفور)، كل من عرفه أدرك أن الملاكمة هي فن الدفاع النبيل ،من تابعه لا بد أنه تعلم كيف يقف المرء أمام خصمه وجها” لوجه، برجولة ونبل ،في زمان ومكان يعرفه الطرفان ،هكذا هي مفاهيم اللعبة الشريفة ،وحدهم الإرهابيون لم يتعلموا ذلك ،فقد فاجأ مسلحون برصاصهم الغادر رأس البطل وهو في ساحة جامعة حلب ،فانضم الى قافلة الشهداء .
– ورجال دين
( الساكت عن الحق شيطان أخرس )ولهذا عندما وقف الشيخ الدكتور محمد أحمد صادق وهو يؤدي خطبة صلاة الجمعة أمام المصلين في أحد مساجد دمشق قائلا (ماتتعرض له سورية من تخريب ليس له علاقة بالإصلاح ،هو عمل هدفه تدمير الوطن ) ،عاد الى بيته وأطفاله ،ومع الخيوط الأولى لفجر اليوم التالي ، وحين كان متوجها الى المسجد لأداء صلاة الفجر ،مزقت جسده الطاهر رصاصات الغدر وارتفعت روحه الى خالقها،وتناقلت وسائل الإعلام خبر استشهاد ( شهيد الحق ).
– لأرواحهم السلام
في السادس من أيار عيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ،لأرواح كل شهداء سورية السلام .
رقم العدد ١٦٠٣٣