النظام العالمي .. بين منطق القوة وقوة المنطق..!

الجماهير – زكريا شحود
لم يكن ما يتم تسميته (الربيع العربي) بريئاً مثلما لم تكن البروستريكا بريئة في زمن غورباتشوف مع أن البروستريك والغلاسنست كانتا تعنيان إعادة البناء وإطلاق الحرية فكانت النتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي وفقدان الحرية لتأتي الولايات المتحدة الأمريكية وتتربع على العرش الدولي في بداية التسعينيات من القرن العشرين ولتبدأ بتنفيذ سياسة القطب الواحد على قاعدة منطق القوة الوحيدة .. لكن العالم الذي كان مذهولا بسقوط العملاق السوفيتي لم يستطع الوقوف بوجه التغول الأمريكي عليه بالرغم من أنه لم يقبل بالنظام الأحادي القطبية وبالأخص العالم الثالث الذي كان يعتبر أن الصراع القطبي العالمي يترك للبعض حرية النمو بعيدا” عن السيطرة المباشرة فالحكمة تقول : ( إذا تصارعت الذئاب فإن الفرصة تكون مواتية لنجاة الحملان ) .. وعندما شعرت أمريكا أنها بعد أن وصلت إلى القمة و لم تستطع الاستقرار أو الاستمرار في التربع على القمة أرادت تكرار المشهد لإخافة وإرهاب العالم فجاءت تسمية (الربيع العربي) تحت شعارات مزيفة عن الحرية والديمقراطية مع أن الهدف الحقيقي هو تفتيت الوطن العربي لإعادة انتاج سايكس بيكو جديدة تسهل على الأمريكي نهب ثروات المنطقة وفي مقدمتها الغاز والسيلكون وبما يضمن بقاء واستمرار الكيان الصهيوني لمائة عام جديدة ..
لقد كان الإرهاب الدولي المنظم هو رأس الحربة لتنفيذ خطة “الربيع العربي” بعد أن أدت القوة الناعمة دورها بكفاءة عالية بدليل أن السيناريو لهذا الربيع نجح في مصر وتونس وليبيا وكان الهدف الرئيسي سورية أي أن المسرح تم تهيئته بعناية شديدة لضرب الدولة السورية !. لكن الصمود السوري أفشل الخطة بالكامل وبدأت الأدوات تتساقط وتتصارع وتحولت المعركة من الوكلاء إلى الأصلاء تحت عنوان التماسك السوري العظيم وهذا بالضبط ما أعطى الفرصة لروسيا والعودة بقوة الى الساحة الدولية كرأس رمح لرفض معادلة منطق القوة حيث تسلح الرئيس فلاديمير بوتين بالصمود السوري وبالقوانين الدولية لإعادة إنتاج نظام عالمي جديد على قاعدة قوة المنطق .. لهذا يمكننا القول: إن التحالف السوري الروسي الإيراني الصيني يشكل مشروعا” قانونيا” لمواجهة الإرهاب الدولي المنظم ولحماية الشرائع الدوليةص وهو مشروع تحرري.
أما المشروع الآخر فهو مشروع احتلالي خارج على الشرائع الدولية يهدف الى تعميم منطق القوة وشريعة الغاب .
إن المعركة الآن في خواتيمها وإن النصر بدأ يلوح في الأفق لصالح المشروع الأول الرافض للإرهاب المنسجم مع نفسه ومع الشرائع الدولية وكل هذا يتم بفضل الصمود السوري المرتكز على دماء الشهداء وحكمة القيادة ، وإن أمريكا وربيبتها اسرائيل ستدخل في ذاكرة التاريخ كرمز من رموز الوحشية والإرهاب الدولي المنظم .
رقم العدد ١٦٠٤٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار