بين الحصار الجائر وشراهة التاجر ..!!

الجماهير / زكريا شحود

الحصار الاقتصادي أحادي الجانب الذي تفرضه على سورية قوى المؤامرة والإرهاب الدولي المنظم والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية هو المستوى الرابع من مستويات الحرب الكونية المفروضة على سورية حيث بدأت المؤامرة كما هو معلوم بالقوة الناعمة عبر التضليل الإعلامي ثم انتقلت إلى المواجهة عبر الأدوات الإرهابية إقليمية ودولية وصولا إلى استخدام القوة الصلبة عبر المواجهة المباشرة في ميادين القتال ولكن لم تحقق هذه المؤامرة أهدافها المرسومة والمعلنة و المتمثلة بإبعاد سورية عن محور المقاومة وجعلها تدور في محور الغرب ، و تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن سيئة الذكر.
وكل هذه الأهداف مجتمعة فشلت ما جعل المتآمرين ينتقلون إلى المستوى الذي ذكرناه وهو المستوى الرابع أي المزج بين القوة الناعمة والقوة الصلبة وهذا هو جوهر الحصار الاقتصادي الجائر أحادي الجانب الذي يفرضونه على الشعب العربي السوري .
والغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تخفي أهدافها الإجرامية لهذا الحصار حيث صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق الصهيوني (جون بولتون) إن أهداف الحصار هو إركاع سورية وجعلها دولة فاشلة أمام مواطنيها عبر زعزعة الثقة بين المواطن وحكومته من حيث أن الحكومة لا تستطيع تلبية احتياجات هذا المواطن عبر الحصار المدمر .
إنها خطة جهنمية لكن لا يمكن أن تنجح لولا وجود بعض ضعاف النفوس من التجار الذين لا يهمهم سوى الربح السريع وزيادة جشعهم ، إن هذا البعض من التجار يطيل عمر الأزمة في سورية سواء عن قصد أو عن غير قصد لذا يجب التنبه من هذه المسألة التي تعتبر أحد الثقوب التي يتسلل منها الأعداء إلى جسم الوطن .
إننا اليوم أما خيارات صعبة بل ومؤلمة لأننا نقع بين مطرقة الحصار الجائر وشراهة الربح لدى تجار الداخل وهذا الأمر يحتاج إلى رفع منسوب الحس الوطني داخل المجتمع في سورية لتفويت الفرصة على مفاعيل المؤامرة القذرة على سورية فنحن في حالة حرب والمسألة لم تعد قابلة لأي شكل من أشكال المهادنة مع بعض التجار اللاأخلاقيين أو زيادة التدخل الإيجابي للحكومة في كافة مناحي الحياة …. لا نريد لدماء الشهداء أن تضيع ولنحافظ على هذا الانتصار الكبير لسورية .
رقم العدد 16048

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار