الإصلاح الإداري بين الرؤى والرؤية

 

الجماهير/ زكريا شحود

مما لا شك فيه أن اﻹصلاح اﻹداي يعتبر حجر الزاوية في عملية مكافحة الفساد ونشر الشفافية لأن الإصلاح هو تغير شامل وممنهج بمعنى أنه لا يهدف إلى نسف كل شيئ في المجتمع بل الاستفادة من الامكانيات الموجودة لتطوير بعضها بما يتواكب مع مقتضيات المرحلة والواقع وإلغاء كل المعيقات لعميلة التطوير في المجتمع ؛ وهذا بالضبط ما نبه إليه السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم الأول وكان هذا التنبيه بمثابة رؤى استراتيجية تضع الخطوط العريضة لإعادة إنتاج الحياة في سورية استنادا إلى تراكم المعطيات الإيجابية الموجودة وإلغاء النتوءات السلبية هنا وهناك للقفز بالمجتمع إلى الحالة الأقرب إلى المثالية .
أما الرؤية فتعني الحالة التطبيقية للرؤى الاستراتيجية فإن لم تتوافق أو تتوازن مع بعضها البعض فهذا سينعكس على سرعة التطوير والإصلاح في المجتمع وقد يؤدي في مكان ما إلى تشويه متعمد للعملية الإصلاحية في المجتمع وهذا ما نطلق عليه الفرق بين النظرية والسلوكية .
ولكي تنجح عملية الإصلاح في المجتمع نحتاج إلى العقلية المتطورة وإلى الأدوات التي تستطيع أن تقوم بهذا الفعل المهم داخل المجتمع لأن للتطوير والإصلاح أعداء في الداخل والخارج وإذا كانت أهداف أعداء الخارج معروفة ومفهومة أيضا بمنع دولة من دول العالم الثالث بالتطور لتبقى عرضة للتطويع والابتزاز والنهب فإن المعضلة الحقيقية في أعداء الداخل وهؤلاء نوعان نوع يخاف من التغيير على قاعدة كل جديد غريب ومخيف ونوع يتقصد العرقلة خوفا” على مصالحه الشخصية وفي النهاية يكون هذان النوعان أداة بيد القوى الخارجية لمنع الإصلاح والتطوير الداخلي في المجتمع .
هذا يقودنا إلى العناوين البراقة التي جاءت بها المؤامرة على سورية (الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية ……) وهذه هي نفس الأفكار التي طرحناها في عملية التطوير والاصلاح بل أقل من السقف الذي طرحناه قبل المؤامرة بأكثر من عقد من الزمن كما أن أدوات المؤامرة أغلبهم (إن لم نقل جميعهم) من معيقي عملية التطوير والإصلاح وهذا الأمر يجب التوقف عنده ودراسته جيدا” .
إن قدر سورية أن تتعرض للمؤامرات عبر التاريخ وبالأخص إذا أرادت التطوير والإصلاح ومع ذلك فإن سورية استطاعت عبر التاريخ الإنتصار بل والإنتفاض من تحت الرماد كطائر الفينيق واليوم نحن مصرون على استكمال الرؤى الاستراتيجية لعملية الإصلاح والتطوير في سورية لأن هذه العملية هي الرد الفعلي والحاسم على قوى المؤامرة المعادية للشعب العربي السوري .
كما أن إنشاء وزارة للإصلاح الإداري تعتبر الخطوة الأمثل لاقتران النظرية بالسلوكية لبناء سورية المتجددة والمنتصرة .
رقم العدد ١٦٠٥٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار