كيف يستعد طلاب الثانوية العامة والتعليم الأساسي للامتحان .. بين التوتر والارتياح اختلف شعور الطلاب .. العمر : التوتر البسيط يدفع الطالب للوصول إلى هدفه والتوتر الزائد يشعره بالإحباط
الجماهير / هنادي عيسى – وسام العلاش
مع اقتراب موعد الامتحانات يزداد التوتر والضغط النفسي خاصة لدى طلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي نظراً لما يمثله الامتحان من محطة مفصلية في حياتهم لتحديد مستقبلهم ، ولكن يبقى التجهيز والاستعداد الدراسي العامل الأهم للدخول لاجتياز الامتحان ، إضافة للحاجة للدعم النفسي والمعنويات المرتفعة .
– توتر بسبب تصرفات الأهل
يقول أحمد طالب الثانوية العامة الفرع العلمي : منذ بداية العام الدراسي وضعت برنامج للدراسة وتابعت دروسي أولاً بأول مع المدرسة وأخذت دروس خصوصية في بعض المواد فكان وقتي مشغولاً بالدراسة ، و فترة الانقطاع بسبب فيروس الكورونا كانت فرصة سانحة لإعادة المنهاج والتركيز على المهم في المنهاج ، ولست خائفاً منه بل متشوق لخوض هذه التجربة المهمة .
أما زميله مصطفى فيقول : أنا من الأشخاص الملولين جداً فلا أستطيع الجلوس لساعات طويلة ومتواصلة والدراسة لكن بنفس الوقت أدرس بتركيز ساعات معينة تكفيني ، وساعدتني أمي حيث وضعت لي برنامج دراسة ولكني لم استطيع الالتزام به وبسبب طبعي كنت دائما بصراع مع أهلي الذين من وجهة نظرهم يجب أن أدرس أكثر عدد ساعات يومياً وهم لا يستوعبون أن كل طالب لديه طاقة وقدرة معينة و لست متوتراً بسبب الامتحان ولكن توتري بسبب تصرفات أهلي .
– تنظيم الوقت أساس النجاح
في حين قالت فاطمة : منذ بداية العام الدراسي وضعت أمام عيني الهدف الذي أسعى اليه فنظمت وقتي بين المدرسة والدروس الخصوصية والدراسة في المنزل ووضعت برنامج للدراسة والتزمت به وأهلي وفروا لي كل الأجواء المناسبة ، وفترة الانقطاع عن المدرسة بسبب فيروس الكورونا شكلت حالة نفسية سيئة بالنسبة لي حيث كثرت الشائعات في البداية عن إلغاء الامتحانات ومع ذلك تابعت دروسي وزادت ساعات الدراسة والمراجعة ، وأنا حالياً على استعداد للبدء بالامتحان الذي انتظرته مع وجود بعض الخوف لدي من أجواء الامتحان وليس من الأسئلة .
ويشير الطالب زكريا إلى أنه كان متلهفاً للامتحان والآن يعيش حالة ترقب وانتظار وقلق على أمل أن يبدأ الامتحان وينتهي بأسرع ما يمكن كي يرتاح ، مضيفاً أنه يقضي ساعات متواصلة في الدراسة تصل حتى 6 ساعات ثم يستريح وأن ساعات دراسته في الصباح الباكر كونه لا يستطيع السهر .
– استثمار الوقت ودعم الأهل
وبينت روان طالبة في الصف التاسع بأنها وضعت خطة درسية بشكل برنامج ينظم أوقات دراستها وراحتها مضيفةً بأنها خصصت أوقات الصباح الباكر لدراسة المواد الحفظية وفي وقت المساء خصصته لدراسة المواد العلمية ضمن برنامج يومي يضمن لها دراسة أكبر كمية من المنهاج المطلوب وتقول بأنها مستعدةً للامتحان بكل طاقتها.
أما ماهر فيقول بأنه استفاد من أوقات الحجر المنزلي وتابع اتصالاته مع مدرسيه وتابع المعلومات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مضيفاً بأنه استثمر الوقت وتابع كل ما هو مطلوب للامتحان لحظةً بلحظة حتى لا يقع في خطأ تراكم الدروس.
وبالنسبة للطالبة لينا من الصف الثالث الثانوي العلمي تقول بأن أسرتها قدمت لها كل أشكال الدعم لتكون جاهزة لتقديم الامتحان ضمن اتباع قواعد معينة وهي الدراسة بانتظام وتجنب القيام بأي مهمة أو نشاط آخر حتى لا تتشتت الأفكار ، إضافة للدراسة على فترات مختلفة لمنع الإجهاد والتعب.
وتتابع زهرة من الصف الثالث الأدبي بأنها اتبعت خطة مريحة للدراسة وذلك بالتركيز في الدراسة على الخطوط العريضة للمواضيع والاهتمام بالأسئلة الهامة والمتوقعة مضيفةً بأنها تواصلت مع صديقاتها ضمن جلسات للنقاش والحوار في بعض الأسئلة ومراجعة الأفكار والإجابات.
– توفير أجواء الدراسة
ويقول رامز من الصف الثالث العلمي بأن التجهيز للامتحان هذه السنة مريح وخاصةً بأن الطلاب والمدرسين على اتصال دائم واستعداد كافة المدرسين للتواصل وشرح كافة الأسئلة التي طرحت من الطلاب ويتابع بأنه يقوم بمراجعة كافة المعلومات المطلوبة للامتحان وتجنب السهر والإرهاق قبل الامتحان والحصول على ساعات كافية من النوم .
أما والدة الطالبة ريما تقول بأنها تسعى لتوفير كل الوسائل لتوفير جو دراسي سواء في المنزل أو من خلال اتصالها مع أصدقائها ومدرسيها ومحاولة التخفيف من الضغط النفسي الذي يسببه الامتحان للطالب وتجنب ترهيب الطالب وزرع القلق في نفسه وتبسيط فكرة الامتحان النهائي كغيره من الامتحانات الاعتيادية.
– نصائح تربوية للطلاب
وعن أهمية الاستعداد النفسي لهذه المرحلة من حياة الطالب تقول رئيس دائرة البحوث في مديرية تربية حلب عائشة العمر : إن أغلب الطلاب يشعرون بالخوف والتوتر والقلق عند اقتراب الامتحان ، مضيفة بأن التوتر البسيط يدفع الطالب للاهتمام بتحقيق النتائج المرجوة وسيبذل جهده للوصول إلى هدفه ، أما إذا زاد التوتر عن الحد المطلوب فإنه يعرض الطالب وذويه إلى حالة سلبية وعندها سيشعر بالإحباط .
وفيما يتعلق باستعدادات الطلاب في فترة الامتحانات أشارت رئيس دائرة البحوث إلى ضرورة وضع برنامج يتناسب مع مدى استيعاب الطالب للمواد ، وتقسيم المادة الدراسية إلى أجزاء لسهولة الحفظ وتخصيص وقت لكل مادة يتناسب مع صعوبتها وضرورة تلخيص بعض الفقرات الطويلة ليتم استيعابها وتكرارها لتثبيت المعلومة أو حفظها ووضع إشارات وخطوط على الفقرات الهامة وحل الأسئلة بنهاية الدروس للتأكد من رسوخ المعلومات في ذهنه ، مؤكدة على ضرورة عدم الالتفات للتوقعات والإشاعات وجعل الكتاب المرجع الوحيد والابتعاد عن الأفكار السلبية المزعجة وعدم التردد في السؤال عن الدروس أو الفقرات الغامضة .
– للأهل دور كبير في تفوق أبنائهم
وتوجهت العمر لذوي الطلبة قائلة : لكم دور كبير في تفوق أبنائكم حيث أن تصرفاتكم وسلوككم أثناء الامتحانات تؤثر سلباً أو إيجاباً على أبنائكم لذلك عليكم التحكم بتصرفاتكم وحتى الكلمات التي توجه للأبناء ، مؤكدة على ضرورة عدم وضع سقف عال للطموح وفرضه على الأبناء حيث ان هناك فروقاً فردية بين الطلاب لذلك يجب مراعاة المستوى العقلي والقدرات الموجودة عند الأبناء لذلك يجب عدم المقارنة بين طالب وآخر سواء كان صديقاً أو قريباً فالمقارنة كما تصفها العمر في هذه الحالة ” مقارنة قاتلة ” أي قاتلة للطموح والإمكانات .
وتشير رئيس دائرة البحوث إلى ضرورة توفير الجو الدراسي المناسب للأبناء وعدم إثارة المشاحنات والمشاكل في فترة الامتحانات والعناية بغذاء الطالب وصحته وتشجيعه على ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة .
رقم العدد ١٦٠٧٦