في ذكرى تأسيسه الـ 75.. الجيش العربي السوري أكثر إصراراً على دحر الإرهاب وداعميه

دمشق-سانا

يحيي السوريون الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري مستذكرين تاريخاً مجيداً لسورية صنعه بواسل جيشنا بسواعدهم وتضحياتهم وهاماتهم المرفوعة عزة وكبرياء.. رجال كتبوا ملاحم عزة وفخار.. حروفها مداد أحمر قان من طهر دماء الشهداء الأبرار.. ملاحم بطولية خالدة تنير دروب الأجيال القادمة وتبقى ماثلة في ذاكرتهم دليل عمل وحافزاً لمزيد من الجهد والمثابرة والبذل والعطاء صوناً للأرض ودفاعاً عنها وحفاظاً على إرث الأجداد المجيد.
تاريخ جيشنا الباسل حافل بصفحات النضال المشرف ومعارك البطولة والرجولة التي خاضها دفاعاً عن كرامة الوطن وكان منذ تأسيسه معقد رجاء الأمة للذود عن قضاياها فحمل راية التصدي للمخطط الغربي الصهيوني لسلخ فلسطين وتقديمها للعصابات الصهيونية في أربعينيات القرن الماضي وشكل بعدها حصناً منيعا أمام أطماع الصهاينة في التوسع واغتصاب مزيد من الأرض العربية إلى مطلع السبعينيات حيث خاض بواسل الجيش حرب تشرين التحريرية التي حطموا فيها صورة قوات الاحتلال التي ادعت أنها لا تقهر ليستكمل الجيش العقائدي دوره الريادي على مستوى الامة ويقدم كواكب الشهداء على أرض لبنان الشقيق في الثمانينات لإيقاف الاجتياح الإسرائيلي وكان عوناً رئيسا للمقاومة الوطنية اللبنانية إلى أن تم تحرير معظم أراضي الجنوب عام 2000 وصولاً إلى هزيمة العدو الاسرائيلي عام 2006 وهو الآن يحارب الإرهاب وداعميه نيابة عن العالم.
في ذكرى تأسيسه يمضي الجيش العربي السوري أقوى وأكثر تصميماً على تطهير ما تبقى من ربوع الوطن وأكثر من تسع سنوات مضت على حرب إرهابية عدوانية تستهدف البشر والحجر وجيشنا المغوار وبواسله يحققون الانتصار تلو الانتصار ويدحرون الإرهاب التكفيري المنحسر إلى حضن ربيبه العثماني الأردوغاني الذي يحاول يائساً حمايته من الهزيمة تحت ضربات الجيش التي لن تقف حتى تطهير آخر شبر من أرض الوطن من رجسه.
ومع أن حجم التحديات التي فرضها صانعو وممولو وداعمو الإرهاب كان كبيراً لكن بواسل الجيش كانوا ولا يزالون على قدر التحدي حاضرين بقوة في كل مواجهة مع العدو يقدمون الأنموذج الأرقى في البطولة والتضحية والرجولة والانتماء والولاء للوطن.. وساحات المعارك تشهد لهم عظمة صمودهم وصلابة إرادتهم التي تزداد في كل معركة مع الارهاب التكفيري صلابة وقوة فيزداد بواسل الجيش حضوراً وفاعلية وإصراراً على إفشال مخططات الأعداء.
محطات مضيئة ميزت مسيرة الجيش العربي السوري خلال أعوام من الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب ومن أبرزها سلسلة من الانتصارات طهر خلالها معظم الأرض السورية التي ابتليت برجسه وشكل تحرير مدينة حلب ودير الزور مقدمات وركائز قوية لتطهير ريف حمص الشمالي ومساحات واسعة من ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي وغوطتي دمشق وصولاً إلى محافظتي القنيطرة ودرعا وباديتي حمص ودير الزور ومن ثم ما تبقى من ريف حماة وعدد كبير من بلدات ومدن وقرى ريف إدلب الجنوبي ومن أهمها مدينة خان شيخون وسراقب ومعرة النعمان وغيرها بعد تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
ولاستكمال مهامه الوطنية انطلاقا من عقيدة راسخة في الدفاع عن كل ذرة تراب من وطننا ولحماية أبنائه البررة تحركت وحدات الجيش في الـ 13 من تشرين الأول 2019 باتجاه الشمال وسط ترحيب كبير من الأهالي الذين ضاقوا ذرعاً باعتداءات الإرهابيين الذين ارتكبوا مجازر بحقهم واحتلوا مناطق ودمروا بنى تحتية فيها وسرقوا ونهبوا الأملاك العامة والخاصة وكانت البداية دخول الجيش في اليوم الثاني للتحرك مطار الطبقة العسكري وبلدة عين عيسى بريف محافظة الرقة الشمالي وعدداً كبيراً من القرى والبلدات في أرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والحسكة الشمالي ومدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي وبعد شهر استكملت الوحدات العسكرية انتشارها على الحدود مع تركيا في محافظة الحسكة بدءا من ريف رأس العين الشمالي الشرقي غربا وصولاً إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية شرقا بطول أكثر من 200 كم وثبتت نقاطها فيها.
الحرب العدوانية على سورية لم تستطع تغيير العقيدة الوطنية للجيش العربي السوري بل زادتها تبلوراً ورسوخاً في عقول وسلوك أبناء المؤسسة العسكرية حيث لا ترهبهم قوة غاز ولا تحيدهم عن أداء واجبهم غطرسة مستعمر وهم اليوم يتصدون مع أهلنا في الجزيرة السورية لأرتال مؤللة من مدرعات قوات الاحتلال الأمريكي ويجبرونها على العودة والانكفاء في قواعد احتلالها صاغرة بالتوازي مع تزايد الرفض الشعبي لوجود قوات الاحتلال الأمريكي وخروج أهالي قرى وبلدات الجزيرة في مظاهرات ضد تواجد تلك القوات والمجموعات المسلحة التي تدعمها والتي تعيث فساداً في تلك المناطق وتصادر الحريات العامة وتعرقل الحياة الطبيعية فيها.
واليوم في ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري ومع كل رصاصة تطلق على صدر عدو غاز وإرهاب قاتل يكتب رجاله حرفا على درب عودة الجولان العربي السوري المحتل الذي كان وما زال في قلب سورية وبوصلة النضال الوطني حتى تحريره من براثن الكيان الصهيوني الغاصب ومهما حاولت الدول الداعمة للكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية حرف المسار في عدوان مباشر أو بالنيابة من خلال التنظيمات الظلامية والتكفير والقتل فسيبقى الوطن مسيجا بسواعد رجال القوات المسلحة الذين عاهدوا فصدقوا العهد .. قاتلوا فاستبسلوا .. اختاروا الحياة الكريمة لهم ولأبناء وطنهم من بوابة النصر أو الشهادة .
رقم العدد ١٦١١٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار