الأوائل في الثانوية العامة ” للجماهير ” : الالتزام بتنظيم الوقت منذ بداية السنة وعدم مراكمة الدروس ..

الجماهير / أنطوان بصمه جي

من المعروف أنه بالعلم والعمل تُبنى الأوطان، وانطلاقاً من أن شعلة المعرفة لا تنطفئ وشجرة العلم لابد أن تكون معطاءة، ولأن تحقيق التفوق له طعم آخر في ظل الظروف العصيبة لابد أن يشار للطلبة المتفوقين بالبنان، وهنا يلعب الإعلام دوراً محفزاً من خلال قيامه بدوره في متابعة السابقين إلى العلا في كل مضمار.
وبعد أن أسدلت وزارة التربية السورية الستار، الخميس الفائت، بإعلانها نتائج شهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، والثانوية الشرعية، والثانوية المهنية، بفروعها النسوية والصناعية والتجارية، الدورة الأولى لعام 2020، والتي شهدت نسبة نجاح في الفرع العلمي 71.78 بالمئة، وفي الفرع الأدبي 60.21 بالمئة، التقت “الجماهير” عدداً من الطلبة المتفوقين في الدورة الفائتة بفروعها المختلفة، والحائزين على الترتيب الأول على مستوى محافظة حلب.
المثابرة وتنظيم الوقت
قال الطالب المتفوق ميشيل عرب الحائز على الترتيب الأول في الفرع العلمي من ثانوية الأمل الخاصة والحاصل على المجموع التام (2900 علامة) إن حلم التفوق رافقه من المرحلة الإعدادية وسايره في المرحلة الثانوية، مضيفاً أنه من أهم العوامل التي ساعدته للوصول إلى تفوقه عدم الإهمال في سنوات المرحلة الثانوية السابقة مع الالتزام بتنظيم الوقت منذ بداية السنة، بالإضافة إلى العمل على تذليل الصعاب بدايةً من التوتر والقلق داخل قاعة الامتحان والتركيز على كل سؤال على حدة، ومن العوامل المساعدة لتحقيق التفوق هي الاطلاع على سلالم تصحيح السنوات السابقة، مؤكداً أنه بالإصرار والجدية وعدم الإحساس بالملل والعجز يصل الإنسان إلى حلمه بالتفوق، ولابد أن يرافقهم الاستمرارية في متابعة الدروس.
تأمين أجواء مريحة
بدوره، جورج عرب والد الطالب ميشيل ووالدته جمانة عبّرا عن سعادتهما الكبيرة لحظة إصدار نتائج المتفوقين ومشاهدة اسم ابنهم على الشاشة، وأكدا أنهما عملا على تأمين أجواء مريحة وهادئة في المنزل مع تلبية طلبات ولدهما وتقديم كل الإمكانات العلمية ومتابعته ساهمت في تفوقه إذ أمضى فترة دراسية اتسمت بالمتابعة والمثابرة والجد دون كلل.
المواظبة والالتزام
والتقت “الجماهير” الطالبة ميسم شيحة المتفوقة في الفرع الأدبي الحاصلة على مجموع (2723 من أصل 2800علامة) من ثانوية أدهم مصطفى، والتي كشفت عن خطتها من خلال مواظبتها على الدراسة لمدة 7 ساعات يومياً، والالتزام ببرنامج يومي وتنظيم الوقت ومتابعة كل درس منذ البداية دون إهمال أو تراكم.
وبيّن والد الطالبة المتفوقة القاضي محمد ماهر شيحة أن ابنته كانت متفوقة في الشهادة الإعدادية، وبقيت كذلك حتى نيلها الشهادة الثانوية، لافتاً إلى دوره في مساندة ابنته ودعمه لها ومتابعتها في المدرسة والمعهد وبالتالي إعطائها الحافز اللازم لتحقيق النجاح والتميز، بينما قالت والدة الطالبة المتفوقة سهير شيحة إن أساس النجاح والتفوق يعود للطالب نفسه ورغبته بذلك بالإضافة إلى توفير الجو الملائم في المنزل تساعد أي طالب ليصل إلى التفوق .
حلمٌ بات حقيقة
وزارت “الجماهير” الطالب الأيهم قره محمد من ثانوية حلب الخاصة والحائز على المرتبة الأولى بالفرع العلمي بالمجموع التام (2900 علامة) إذ قال إنه وبمساعدة الأهل والمدرسة والاعتماد على نظام المذاكرات، بالإضافة إلى تنظيم الوقت وعدم مراكمة الدروس مكنته من الوصول لتحقيق حلمه بالتفوق.
والدة الطالب الأيهم المهندسة ريم طباخ بينت أن ولدها وصل للتفوق رغم وفاة والده مع بداية تحضيره للشهادة الثانوية، وظروف الحرب الظالمة على سورية، لافتة إلى أنه كان للمدرسة دور مهم بمساندته وتقديم الدعم له في مختلف المجالات.
حقيقة جليّة
ضمن منزله البسيط الكائن في حي الأعظمية، التقت “الجماهير” الطالب عبدالله العارف من ثانوية تقنيات الحاسوب الصناعية الذي تسلم خبر تفوقه بالدرجة الأولى في الشهادة الثانوية الصناعية بحصوله على 4478 من 4500 علامة من خلال مواقع الانترنت، موضحاً أن الفضل يعود لأساتذته بشكل كبير، مع تنظيم الوقت، ودراسة يومية تصل إلى 8 ساعات، الأمر الذي يزيد من ثقة الطالب بنفسه، ويجعله يحافظ على مستواه المتميز. ومن العوامل المساعدة لكل طالب ليحقق التفوق أن على كل طالب أن يحدد مستواه ليطوره ومعرفة مكامن الضعف والعمل على تقويتها، بالإضافة إلى وضع محدد منذ بداية السنة الدراسية.
وأكدت والدة الطالب عبدالله إيمان حكيم (مدرسة لغة عربية) أن أهم عامل لتفوق الطالب هو الراحة النفسية، لأنها تفتح له آفاق المعرفة والبحث دون قيود، لافتة إلى أنها كانت تقدم التوجيهات والملاحظات، وتقوم بعمليات المتابعة اليومية لولدها. بينما أعرب الوالد المهندس أحمد العارف عن سعادته الكبيرة لنيل ولده المرتبة الأولى، مبيناً دوره في تقديم الدعم المعنوي والنفسي لولده منذ بداية السنة الدراسية.
في النهاية، لا يسعنا سوى أن نلتمس ما قاله الشاعر أحمد شوقي “وما نيل المطالب بالتّمني ولكن لا تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا”، وانطلاقاً من تسليط الضوء أمام التواقين إلى الغايات السامية وتعزيز عزيمتهم القوية، أدركنا أننا من خلال الإيمان بقدرات طلابنا يمكن أن نصنع المعجزات ليبقى أفق الإنجاز بارقة في جميع المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية.


ت: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦١٢٥

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار