عمل جراحي نوعي في إحدى مشافينا الوطنية .. أطباء متميزون ينجحون بإعادة زرع كف لشاب عشريني تعرضت للبتر الكامل
الجماهير – رفعت الشبلي
بسباق مع الزمن و لحظات حاسمة و سريعة تمكن الفريق الطبي في مشفى البيان التخصصي بحي الشعار من إعادة طرف مقطوع لشاب عشريني – كف اليد – وذلك بعمل جراحي اعادوا فيه زرع اليد بعمل استمر من ساعات العصر الأخيرة إلى ساعات الفجر الأولى و لنحو عشرة ساعات تقريبا .
” الجماهير ” التقت الفريق الطبي المؤلف من الدكتور فاتح حاج خلف جراح عظمية ، الدكتور حسام المحمد جراحة عصبية ، الدكتور فادي العر جراحة اوردة و شرايين و الدكتور محمد مقرش الطبيب المخدر و الذي لم تسنح الفرصة للقاء به بسبب التزاماته الطبية .
الاستاذة بشرى العلي المناوبة من إدارة المشفى اوضحت أنها كانت لحظات حاسمة لاتخاذ القرار بخصوص إجراء العملية ، من حيث الزمن و من حيث وصول الفريق الطبي الذي اتخذ قرار بإعادة زرع اليد للشاب المصاب.
و اوضح الدكتور فاتح حاج خلف أن الاستجابة السريعة من قبل إدارة المشفى و سرعة إجراء الإسعافات المطلوبة سهلت الكثير من نجاح العمل الجراحي ، حيث شاهدنا حالة اسعافية حادة متمثلة بيتر للطرف العلوي قبل المعصم ، وعلى الفور تم تأمين الطرف المبتور و وضعه بسائل ملحي مغذي له – التغذية الحلولية – إلى أن يتم إعادة ضخ الدم له ، حيث تم ايقاف النزيف و رفد العضو المبتور بالسيرومات وتم طلب وحدات دم لتعويض النقص الحاد الذي تعرض له المصاب .
ولفت الدكتور حاج خلف إلى أن الاهتمام يجب ان لا يتوقف عند العمل الجراحي فقط ، بل تزداد الأهمية بعد إجراء العملية الجراحية لتجاوز مراحل الخطر المحتملة و هذا يتطلب عناية من الاهل و صبر و الوقاية من الصدمات الى ان يتم التعافي بشكل كامل و مراقبة بشكل جيد من الطبيب المشرف .
من جهته دكتور الجراحة العصبية حسام المحمد بين أن سرعة تقييم الحالة إضافة إلى وجود مشفى متكامل بالمستلزمات الطبية الجراحية و الخبرة التي تم اكتسابها خلال السنوات السابقة ساعد كثيراً على نجاح العمل الجراحي إضافة الى تعاضد الفريق المؤلف من الأطباء، حيث كان كل واحد منهم يقوم بعمله طبيب العظمية ثبت الطرف بجهاز خارجي ، بينما اوصل الأوردة والشرايين طبيب الأوعية وقمت بإيصال الأعصاب ، مبينا أن هناك اختلاف بنجاح العمليات الجراحية بحسب حالات الإصابة لذلك تختلف نسب النجاح من عمل لآخر ، وفي مثل هكذا حالة يتطلب الأمر علاج فيزيائي لاستمرارية التعافي بشكل كامل و عودة العضو المبتور إلى حالته الطبيعية .
بدوره الدكتور فادي العر المتخصص بجراحة الأوعية بين انه كان المطلوب سرعة في إيقاف النزف أثناء إجراء الإسعاف المباشر الى ان يتم تحويل المصاب إلى غرفة العمليات ، ومن ثم إعادة التروية إلى الطرف المبتور ، حيث عملنا على تم عزل الشرايين و الأوردة و إيصالها لإرجاع التروية وهذا العمل دقيق يتطلب صبر و عمل لساعات طويلة ، مشيرا إلى أن العمل هو حالة نوعية بسورية و بخبرات محلية .
مدير المشفى الدكتورة مها حزوري اوضحت ان مشفى البيان التخصصي تم إعداده بعد تحرير حلب مباشرة ليكون جاهزا لاستقبال كافة الحالات حيث تم تجهيزه من كافة الاختصاصات و المستلزمات الطبية من غرف عمليات و عناية و إسعاف كونه المشفى الأقرب إلى الريف و المنطقة الشرقية .
ولفتت الدكتورة حزوري إلى أن وجود الأطباء الأكفاء و العمل فيما بينهم كروح الفريق ساعد على إنجاز العمل ونجاحه ، حيث قام الطبيب المقيم باستقبال المصاب إلى أن وصل الأطباء الذين قاموا بإجراء العمل الجراحي.
و أشارت الدكتورة مها إلى أن الهم الأول الذي عملنا عليه هو نجاح العمل الجراحي لإعادة زرع اليد للشاب المصاب .
و أثنت حزوري على الفريق الطبي الذي أنقذ يد الشاب و أعاد زرع اليد له بعد عمل جراحي استمر نحو ١٠ ساعات ، متمنية من الاهل اهتمام اكثر لإعادة يد الشاب إلى وضعها الطبيعي .
الشاب المصاب أحمد أوضح أنه تفاجأ عندما تم إيقاظه من المخدر ” البنج ” ليشاهد يده عادت كما كانت و ليأمره الطبيب الجراح ان يقوم بتحريك يده ، موجها الشكر للأطباء الذين شاركوا بإعادة زرع يده .
عم الشاب المصاب ابو احمد اوضح ان الفرحة غمرت العائلة بالكامل والفرحة و الأمل ازدادت لما يشكله هذا الإنجاز الطبي كون الشاب معيل لوالدته و اخواته و أطفاله ، و الثقة بالفريق الطبي هي من حفزنا على الموافقة لإجراء العمل الجراحي لأن الأمر لا يحتمل التأخير .
رقم العدد 16235