في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة .. تهاني ورهام تضيئان الظلام بشعلة العلم

 

الجماهير – أسماء خيرو.

كي تصنع واقعا إيجابيا عليك أن تكون مفعما بالحيوية والحياة، وأن تجابه العواصف بروح رياضية، عليك بإرادتك القوية أن تستعد لتبدأ الحياة في كل يوم من جديد، لايجب أن تحيل بينك وبين طموحك العقبات تخطاها فإنك تستطيع ، بهذه الكلمات المتفائلة بدأت الشابة تهاني عبد الرحمن من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تعاني من فقدان بصر جزئي منذ الصغر حديثها للجماهير .. مؤكدة بأن الفقدان الجزئي للبصر لم يثنها أبدا عن مواصلة تحقيق أحلامها إذ دأبت على تحصيل تعليمها الجامعي بالرغم من إعاقتها وتخرجت في كلية الآداب، جامعة حلب قسم أدب انكليزي، وحاليا تعمل في كلية التربية في حلب بوظيفة أمينة مكتبة ، إضافة إلى عملها في الإعلام كمقدمة في الحفلات الفنية.
الإعاقة لدى الشابة عبد الرحمن ليست سوى حافز دفعها كي تتخطى جميع الصعوبات التي واجهتها ، فهي تؤمن بأنه كلما زادت المعاناة زاد معها الإصرار للتقدم والنجاح ، وحول أحلامها في المستقبل أضافت عبد الرحمن أنه في حال توفر الفرصة لها ترغب في التحضير للدكتوراه في الأدب الإنكليزي، مشيرة إلى نظرة المجتمع التي لم تتغير عن ذوي الاحتياجات الخاصة بالرغم من أنهم انتصروا على الإعاقة بشعلة العلم واستطاعوا أن يكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع.

وبروح تماثل روح تهاني المتفائلة تحدثت الشابة رهام سليمان المصابة بفقدان بصر كلي في السياق ذاته فقالت : أنا أفضل ألايقال عن ذوي الاحتياجات الخاصة ( معاق ) بل من الأفضل القول: إنسان لديه مشكلة ما وهذه المشكلة علينا أن نحاول بطريقة أو أخرى أن نتغلب عليها، وذلك بإيجاد حلول عملية لها ، أهمها أن نتيح لهم الفرصة كي يتعلموا ويحصلوا على شهادات جامعية فالعلم هو الطريق الوحيد الذي يمكنهم من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة والاجتماعية ، فمن غير المفيد أن نعتبر هذا الإنسان معاقا ، ونمنعه من التعلم والاندماج في المجتمع ، موضحة بأنها تدرس الأدب الإنكليزي في جامعة حلب وهي تسعى جاهدة لإكمال دراستها الجامعية والدراسات العليا بالرغم من صعوبات كثيرة تواجهها. مشيرة إلى أن لا حدود لطموحاتها وأن على الفرد أن يدعم ذاته بذاته ، فالمستحيل لاوجود له، فليقف وليواجه مايعترضه من تحديات بروح مليئة بالثقة في النجاح، لافتة إلى أنها امتهنت التمثيل حتى تتمكن من إيصال صوتها ومعالجة مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة وإيجاد الحلول لها ، مؤكدة في ختام حديثها ضرورة التعاون مابين الأهل والمدرسة والمجتمع لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة فهم أفراد يملكون إرادة وتحدياً وإصراراً يفتقدها الكثيرون من الأصحاء ..

وبذلك نرى أن هاتين نموذجان لشابتين من حلب انتصرتا بالعلم على الظلام ، حق على المجتمع أن يحتفي ويهتم بهما وبكل أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في كل يوم وليس فقط في يومهم العالمي الذي يصادف الثالث من كانون الأول ، لقلوبهم الرقيقة السمحة المحبة التي تنظر دائما إلى الأمام طامعة بالنجاح رغم الصعوبات واضعة لنفسها آمالا جديدة وتدأب لتحقيقها وبلوغها أطواق الياسمين .
رقم العدد ١٦٢٤٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار