الذكرى الرابعة للانتصار .. القس نصير: صمود أهالي حلب كان دافعاً حقيقياً للنصر

الجماهير / أنطوان بصمه جي

بمناسبة الذكرى الرابعة لانتصار مدينة حلب، على الارهاب قال الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية العربية بحلب القس إبراهيم نصير لـ “الجماهير” إن الاحتفال بذكرى تحرير مدينة حلب من رجس الإرهاب ينبغي أن يكون مقروناً بقراءة التاريخ للتعرف على الحاضر الذي نعيشه ونستطيع من خلاله البناء للمستقبل، ففي عام 2016 كانت الكنيسة تصلي بالرغم من الخوف والقلق الذي ملأ قلوب المؤمنين جراء تساقط القذائف التي لا تميز بين مؤمن وآخر، حيث كانت المخاوف كبيرة والقلق كبير لكن في الوقت نفسه كان إيماننا في الله وبالجيش العربي السوري وبالقيادة السياسية الحكيمة التي قادت المركب في ظل الأمواج الهائجة التي ضربت بلادنا ومدينة حلب على وجه الخصوص.
وأكد القس نصير أن الكنيسة كانت على يقين تام بالانتصار والتحرير، فكان عام 2016 نقطة تحول هامة في تاريخ سورية مستذكراً مقولة السيد الرئيس بشار الأسد “حلب قبل التحرير شيء وبعد التحرير شيء آخر” وبالرغم من كل الدمار الذي رأته أعيننا والذي استهدف البنى التحتية والإنسان والمؤسسات العامة والملكيات الخاصة إلا أن فرحتنا بتحرير حلب من الإرهاب والمسلحين كبيرة جعلتنا نعيش لحظات لا يمكن نسيانها في تاريخنا، مبيناً أنه عندما تكون المرارة شديدة ويوضع حداً لها فيصبح الفرح عظيماً.
وتابع الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية العربية ما كنا نترجاه خلال 7سنوات، أصبح واقعاً لمسته أيدينا ورأته أعيننا واختبرناه كأشخاص وعرفنا طعم الحرية من قيود الإرهاب وأغلال الموت ومن قوة إبليس المتجسدة فيمن يتبنون نهج الإرهاب في هذه البلاد، ففي عام 2016 الغالبية كان يتصارع مع فكرة الهجرة ويفكر في إنقاذ نفسه وينقذ عائلته وملكياته من خلال إيجاد ملاذ آمن له ولأمواله ولأفراد أسرته، لكن في نهاية العام الحالي يوجد صراع من نوع آخر وهو أن الفكر يتصارع مع نفسه بمعنى آخر (ماذا استطيع أن أفعل لكي أساهم في عملية التنمية الاقتصادية وإعادة بناء الوطن وإيجاد مصدر رزق من خلال البقاء في الوطن)، موضحاً أن هذا التباين ملحوظ والآمال أصبحت كبيرة لدى المجتمع السوري، فبعد أن سيطر الإرهاب على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية أما اليوم فقد سيطر الجيش العربي السوري على مساحات واسعة الجغرافيا السورية وأبناء سورية متأكدين ومتيقنين بأنهم سيذهبون إلى تحرير كامل الجغرافيا السورية.
وأضاف القس نصير أن عام 2020 أصبح طموح كل سوري هو أن يستطيع التنقل بين جميع المحافظات دون معيقات بالتزامن مع اختبار ألم الحصار وسلطة الموت والقتل بعد عيشنا في مراحل صعبة كاد الماء أن يندر والخبز أن ينفد، مبيناً أن الله كان مع جميع المتعبين في مدينة حلب وعينه على كامل الجغرافيا السورية، بالتزامن مع انتصارات الجيش العربي السوري الذي وقف مع المتألمين في المدينة ومازالَ يقفُ معهم وكما اختبر أهالي مدينة حلب قوة التحرير هكذا لديَّ كل الأمل والرجاء لتحرير الجغرافيا السورية.
وبين عامين 2016-2020 كل الدول ظنت بأن سورية ستتغير خريطتها ولكن الخرائط السياسية لتلك الدول تغيرت وخريطة سورية مازالت صامدة وثابتة نحو أملٍ أكبر ومستقبل أفضل وفي العام الحالي واجهنا حرباً إرهابية اقتصادية ما سمي بقانون قيصر، مستذكراً آية من الكتاب المقدس متعلقة بموضوع دفع الضريبة “اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله” متسائلاً عن علاقة الحكومة الاميركية بسورية؟ فلا وجود لأي قوة متغطرسة على التراب السوري موضحاً أن القديس شاول أتى إلى دمشق وهو يريد أن يزرع فتنة ويقتل فخرج منها قديساً، متمنياً في ذكرى التحرير أن يكون العام القادم عام الاحتفال بتحرير كامل الجغرافيا السورية من جميع أنواع الاحتلال مشيراً إلى أهمية دماء الشهداء التي انسكبت خلال الحرب لتحرير مدينة حلب.
وأضاف القس نصير أن صلاتنا ترتفع لجميع الجرحى وللذين أصيبوا بإعاقات وربما عاهات طالبين من الله أن يشفيهم، ونقبل يد كل أم وأب صمد في هذه المدينة لأن صمودهم كان دافعاً حقيقياً للنصر فهم أيقونات حية لابد من أن نحيي ربان هذه السفينة السيد الرئيس بشار الأسد طوبى لمن كان راعياً صالحاً لم يتوانَ أن يكون في مقدمة أبناء شعبه دفاعاً عن كرامتهم وحريتهم.
وفيما يتعلق بالجانب الديني للكنيسة، أكد القس نصير وجود فارق الدين والإيمان، فالجانب الديني هو ارتباط المؤمن بالكنيسة ونشاطاتها ولكن الجانب الإيماني تستطيع أن تعيشه في كل الأوقات، مبيناً أن شريحة الشباب أكثر اقتراباً من الكنيسة التي تلمس حاجاتهم وتحدياتهم أما من يقف بعيداً عن ذلك سيجد بأن شريحة الشباب بعيدة عنه، وهم عنصر قوة بكل ما تعنيه الكلمة في حياة المجتمع والكنيسة.
وأشار الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية العربية إلى أن شريحة الشباب تواجه تحديات حقيقية في ظل الحصار الاقتصادي والوباء المرضي والتفكير الذي يتطلع لتحقيق الأهداف في أقصر زمن ممكن، لأجل ذلك فإن الكنيسة مدعوة اليوم أن تحمل لغة معنية بالشباب وعليهم أن يدركوا أن الانتماء هوية وليس مجرد نشاط، والكنيسة هي شركة بين أعضائها فإن تألم عضو تألمت الكنيسة، مؤكداً أن الكنيسة الأكبر هي الوطن فعندما يتألم الوطن تتألم الكنيسة وكل مكونات المجتمع، كما تراهن سورية في قوة الشباب على إعادة إعمارها هكذا نحن في الكنيسة نراهن على دور الشباب في إعادة الحيوية في خدمة الكنيسة.
تصوير: جورج أورفليان
رقم العدد ١٦٢٥٢

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار