(خطيئة ليل)

 

الجماهير / نيرمين حسن الصوراني

أشعر بالبرد والجفاف هذا آخر ما قالته قبل أن تغمض عينيها في رحلة بعيدة لا رجعة منها لهذا العالم ، تلك المولودة القادمة بعجلة دون معرفة لما ينتظرها ؛ مسكينة لم تحتمل انفصال أنثى أخرى عن جسمها ..ماتت قهراً هذا ما قالته إحدى النساء اللاتي حضرن ولادتها..
كانت أمها تبكي دون صوت دون دمع تئن الفراق تلتف به ..ابنتان اثنتان وتلك الغارقة بدمائها كل ما تملك ..وديعة الأيادي .. تلطم الأيادي، سوداء منها وبيضاء ..تندب الأفواه موتٌ لا عزاء له،
ألسنة كثيرة تلسع جلدها المرفوض، سموها خطيئة ليل ، جسد يحترق بعار ما نسب إليه
في طفولتي لم يحملني أبي، لم أضع يدي على وجهه، لا أذكر ذاك الوجه ..أمي لا أعرف عنها سوى أنها شتمتني وشتمت الرحم الذي أخرجني، شعرت بأصابعها توبخني تضرب على قلبي عله يتوقف لكنه آبى أن يتوقف عن الآلم
والنسوة ما زغردوا هلهلوا فقط باسم الصبي الموعود ثم خرسوا جميعاً وراء صيحتها
وأظنهم نعتوني بوجه الفقر، التحمت أصواتهم بأجزائي المُخزية تلطختُ قبحاً ..جعلوني استحم بشتائم القدر المرتبطة بحبل مشيمتي
وبينما اسعل وأبكي قال أحدهم لعلها خلقة تامة ولعلا مهرها تجارة رابحة .
رقم العدد ١٦٢٦١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار