الجماهير / فراس مهروسة
في مهنة الطب والتي هي مهنة إنسانية قبل أي شيء آخر في علاج المرضى والمصابين بأمراض خطيرة كانت أم مستعصية، يسعى الكادر الطبي من أطباء وممرضين على رفع الحالة المعنوية للمريض بالتوازي مع الجانب العلاجي.. إذ لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر، فلكليهما دور هام في مقاومة المرض والشفاء منه، حيث ثبت علمياً أن جسم الإنسان يفرز هرمونات في مختلف الحالات التي تصيب الإنسان من حزن أو سعادة على حد سواء وأن الحالة النفسية للمريض إما أن تعزز من مناعته وإما أن تصعب من حالته المرضية، فعندما يكون الإنسان محباً للحياة ولديه دوافع العيش في ظل أصعب الظروف وإن كان قد أصابه مرض مستعص فبإمكانه أن يتغلب عليه.. إذ لا يمكن لإنسان محبط ومهزوم داخلياً أن يقوى على أي مرض وإن كان مجرد نزلة برد، فتتفاقم الحالة الصحية وتتدهور لتكاد أن تكون مميتة في بعض الأحيان، فعندما يجزع الإنسان ويصيبه الحزن والكآبة تبدأ علامات ظهور أمراض خطيرة فالحزن يضعف الرئة والتوتر يضعف القلب والعقل والقلق يضعف المعدة والغضب يضعف الكبد.. فإننا نجد الإنسان المتفائل والمحب للحياة ولديه العزيمة والإصرار على الاستمرار مهما كانت صعوباتها لديه مناعة أقوى ضد الأمراض ويتعافى منها بسهولة..
فعلى الإنسان أن يسعى جاهداً لأن يملأ النصف الفارغ من الكوب لا أن ينظر إليه بعين التشاؤم واليأس.. وأن يبتعد عن الأشخاص السلبيين الذين يبثون السموم في كلامهم فيحطمون قلوباً محبة للحياة ويزرعون اليأس والفشل فيها، وأن يبحث عن مسببات السعادة ويستغل لحظات عمره الثمينة بزرع البسمة وروح التفاؤل.. وأن ينشرها أينما حل وألا يستسلم مهما كانت مصاعب الحياة.
رقم العدد ١٦٢٦١