الجماهير _ هديل برو
بعد تشييده بأيادٍ محلية وافتتاحه في منتصف الشهر السابع من العام الفائت يستمر مركز تداوي الطبي الخيري في مخيم النيرب الذي تم إنشاؤه للاستجابة من تفشي جائحة كورونا بالإضافة إلى تقديم الخدمات الطبية للأهالي والمرضى في مخيم النيرب والقرى المجاورة له.
التقت “الجماهير” نائب قائد لواء القدس عدنان السيد الذي بيّن أن المركز تم افتتاحه بناءً على قرار من قائد لواء القدس محمد السعيد وذلك في مبادرة حثيثة للاستجابة من تفشي جائحة كورونا في المنطقة، حيث تم تجهيز غرف المركز وإطلاق المشروع الذي يضم غرفاً عديدة للمتابعة و غرف للإسعاف السريع مجهزة بكافة المستلزمات من أدوات وأجهزة تعقيم، كما يضم قسماً لعزل مصابي فايروس كورونا مجهزاً بأسرة عديدة وأسطوانات أوكسجين.
وأكد السيد وجود صيدلية ضمن المركز الطبي والتي تقدم كافة الأدوية اللازمة للمرضى بشكل مجاني وذلك بعد أن تشخيص حالة المريض وتقديم الخدمة الطبية له، بالإضافة إلى وجود سيارة إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى المراكز الطبية المتواجدة في مدينة حلب، يضاف إلى ذلك تزويد المركز بما يقارب عشرين أسطوانة أوكسجين وإشراف كادر طبي مؤلف من خمسة أطباء تتنوع اختصاصاتهم بين عظمية وقلبية وأطفال بالإضافة إلى تواجد جراح عظمية مناوب مع كادر تمريضي يضم ثمانية ممرضين تم التعاقد معهم.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد السعدي أخصائي جراحة عظمية تواجده في المركز منذ قرابة شهر ونصف حيث يقوم بتدبير الحالات وتقييم المريض سريرياً مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية وتقديم الاسعافات اللازمة للمريض.
بدوره، قال الممرض أحمد عبد الرحيم أحد أفراد الطاقم التمريضي إن مركز تداوي يقدم الخدمات الطلابية ضمن الإمكانيات المتوفرة من إسعافات أولية وخدمات طبية ونقدم الأدوية اللازمة والمتوفرة في الصيدلية، حيث نستقبل يومياً من سبعين إلى ثمانين مريضاً تتنوع احتياجاتهم من جروح وحروق وكسور وآلام معوية وإصابات رضية على مدار 24 ساعة، ويخدم المركز مجانا أهالي مخيم النيرب وما يقارب 25 قرية مجاورة تفتقر جميعها إلى المراكز الطبية مثل (جبرين والمالكية ودويرينه وطيبة ونقارين والمدينة الصناعية وتل شغيب).
وأضاف أن المركز يقوم بمتابعة حالات المرضى والتواصل معهم خاصة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتعذر عليهم الوصول إلى المركز، حيث يتم تقديم الخدمات الطبية لهم في منازلهم في أوقات الضرورة ونعطيهم الأدوية اللازمة، مؤكداً توثيق بيانات المستفيدين ضمن سجلات خاصة، حيث يبلغ عدد الحالات التي يخدمها المركز حوالي ثلاثة آلاف حالة شهريا.
وأوضح ممرض آخر أن تجهيزات المركز الطبي كاملة تشمل أجهزة تعقيم و أجهزة الارذاذ وسحب مفرزات أدوية إسعافية كاملة، حيث تردنا حالات إسعافية متنوعة من جروح وحروق وكسور وتشنجات ، مبيناً أن الهدف من إقامة المركز الطبي هو توفير الوقت خاصة فيما يتعلق بالحالات الحرجة التي تحتاج إلى مشفى وتأمين خدمتها إسعافيا.
من جانبها، قالت الممرضة منال العلي العاملة في المركز الطبي أن الكادر العامل قام منذ أسبوع بإنشاء صفحة خاصة بمركز تداوي الخيري على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث يقدم من خلالها الأطباء نصائح في إطار التوعية حول فيروس كورونا، إضافة للتدابير الإسعافية بشكل عام، حيث طرح الدكتور سامر عبد الله أخصائي داخلية قلبية محاضرتين وذلك لإفادة أكبر عدد من الناس ونقل أخبار ما ينجزه المركز من أعمال وخدمات طبية.
دور كبير وفعال يقوم به مركز تداوي الخيري حوله إلى قبلة يقصدها الأهالي من القرى المجاورة التي تفتقر إلى الخدمات الطبية والمحرومة من المستوصفات حيث يشكل أقرب نقطة إسعافية إلى مدينة حلب ورغم ارتفاع أسعار الأدوية وتحليق المعاينات الطبية وارتفاع كلفة الرعاية الصحية هذه الظروف الكئيبة يسهم تداوي بجد وصمت بعيدا عن الضجة في تخفيف آلام المرضى من جهة و العبء المادي الذي أنهكهم من جهة أخرى.
تصوير: جورج أورفليان
رقم العدد 16289