” المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سورية
الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة “الجزء الثالث: الى البرية” – الكاتب روبرت فيسك – ترجمة عاطف المولى وآخرون – عام 2006
مع الجزء الثالث والأخير من هذه المجموعة تكتشف فضائح لا تُعد ولا تُحصى، فيكشف روبرت فيسك مُلابسات غزو العراق للكويت، ويوميات الحصار الأميركي للعراق وفضائح القنابل المشبعة باليورانيوم، كما يشير الى أن صنّاع الأسلحة وتجارها يُشعلون الحروب في مختلف أنحاء العالم ويديرون تلك الحروب بأعصاب باردة، كما يتكلم عن خبايا الحرب الأهلية في لبنان.
اخترت مقاطع مما أعتقد أنه يجب معرفتها:
– إن رواياتٍ كانت تصدر من واشنطن (1991) تقول: بأن عشرة آلاف جندي عراقي دُفِنوا أحياءً قرب الحدود السعودية عندما تَقدّم الجيش الأميركي للمرة الأولى على الحدود نحو الكويت. كان أمام الأميركيين خياران: إما شقّ طرِيقهم عبر الخنادق والتحصينات التي حفرتها القوات العراقية، وإما جَرْف الرمال فوقهم وخَنقهم فيما هم يستعدون للقتال. بالطبع، قرّرت الولايات المتحدة الأميركية اللجوء الى الخيار الأخير.
– في كانون الثاني 1998، كان البابا (يوحنا بولس الثاني) يتحدث عن الحصار القاسي المفروض على العراقيين ، مضيفاً “أن الضعيف والبريء، لا يستطيع دفع ثمن أخطاء ليس مسؤولاً عنها”.
– في آب 1995، هرب العميد حسين كامل حسن والعقيد صدام كامل حسن، صهرا (الرئيس العراقي) صدام حسين الى الأردن حيث أبلغا مفتشي الأمم المتحدة أنه تم التخلي عن كامل برامج أسلحة الدمار الشامل في العراق – مع انه لم يُكشف عن هذا الخبر حتى عام 2003.
– عندما واجه الرئيس (الأميركي بيل) كلينتون الأمر الأسوأ في فضيحة مونيكا لوينسكي، قَصفَ أفغانستان والسودان. وحين ووجه بالخيانة، قَصف العراق … لا عجب إذا سَمّى بعض مفتشي الأمم المتحدة ذلك “حرب تنورة مونيكا”.
– إحتضن صحافي إسرائيلي موظفاً اردنياً (خلال إتفاقية وادي عربة في 26 تشرين الأول 1994) بينما كانت مجموعة من الفتيات الإسرائيليات توزّع زجاجات المياه الباردة التي كتب عليها بالعبرية والعربية عبارة “السلام الإسرائيلي – الأردني تشرين الاول 1994” لكن منشأ مياه الزجاجات – مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل – كان مطبوعاً فقط بالعبرية. وكانت مئات الكراسي مربوطة بعضها الى بعض برباط بلاستيكي – الرباط نفسه الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لتقييد الأسرى.
– في (16 ايلول) عام 1982 بدأت ميليشيا الكتائب الحليفة لإسرائيل حفلة الثلاثة أيام من القتل والاغتصاب والذبح في مخيماتِ اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا، وتبِعها غزو إسرائيلي للبنان – يهدف الى طَرد منظمة التحرير الفلسطينية من البلاد (لبنان) .. وقد أعطت الولايات المتحدة عبر وزير الخارجية الكسندر هيغ الضوء الاخضر للغزو الذي أدّى الى مقتل 17500 لبناني وفلسطيني معظمهم من المدنيين .. كان ذلك الرقم أكثر من خمسة أضعاف عدد القتلى في 11 ايلول 2001.
– لم يتم إنهاء الحصار (حصار المسجد الكبير في مكة في تشرين الثاني 1979) إلّا بعد اسبوعين، عندما حَضَرت قوات مكافحة الشغب الفرنسية الى مكة “وقامت بالتحول لوقتٍ قصير وشكلي الى الإسلام لتشريع وجودها في مدينة لا يدخلها إلّا المسلمون” وقضت على المتمردين بشكل دموي. فقد أغرَقَ الفرنسيون دهاليز المسجد وأدخلوا كابلات في الماء وقاموا بكهربتهِ بأسلوب صدامي، فأصبح العديد من المتمردين مثل السمك المشوي.
– قَبْلَ قصف (الرئيس الأميركي رونالد) ريغان لليبيا عام 1986، أعلنَ أن “أميركا ليست على خِلاف مع الشعب الليبي” .. وقبل أن يقصف العراق عام 1991 أعلن الرئيس (الاميركي جورج) بوش الأب للعالم أن “الولايات المتحدة ليست على خِلاف مع الشعب العراقي”. وعام 2001، صرّح (الرئيس الاميركي جورج) بوش الإبن بينما كان يستعدّ لضرب الطالبان والقاعدة انه “ليس على خلاف مع الشعب الأفغاني”.
– في عام 1988، وبينما كان (الرئيس العراقي صدام حسين) يُبيد أهالي “حَلَبْجَة” بالغاز، إضافة الى عشرات الآلاف من الأكراد الآخرين “عندما استخدم الغاز ضد شعبه بحسب كلمات بوش (الابن) – تشيني (نائب الرئيس الاميركي) – بلير (رئيس الوزراء البريطاني طوني) – سترو (وزير الخارجية البريطاني) زوّد الرئيس بوش الأب صدام بخمس مئة مليون دولار مساعدات من الحكومة الأميركية لشراء منتجات زراعية أميركية.
– أطلق الطيار الإسرائيلي (1996 خلال هجوم عناقيد الغضب) صاروخ هلفاير الأميركي الصنع على سيارة إسعاف المنصوري في جنوب لبنان، مما أدّى الى مقتل ثلاثة أطفال وامرأتين، وزَعم الإسرائيليون أن مقاتلاً من حزب الله كان في السيارة. لكن التقرير اظهر ان ذلك كذب.
– اصدر (الحاكم الأميركي في العراق بول برايمر 2004) قانوناً يمنع العراقيين من قيادة سياراتهم بيدٍ واحدة.
– في آذار 2003، وقفت راشيل كوري، الشابة الاميركية التي سافرت الى غزة لمنع الاسرائيليين من تدمير المنازل الفلسطينية، امام جرافة اسرائيلية لإجبار سائقها على التوقف، لكنه مرّ بالجرافة على جسدها ثم عاد وقادها عليها مجدداً. وعندما سارع أصدقاؤها لمساعدتها قالت: “ظهري محطّم” ثم ماتت.
رقم العدد ١٦٣٠٤