الجماهير / طارق بصمه جي
من خلال جولة ضمن حي حلب الجديدة شمالي ، لاحظت اليوم مشهداً مخزٍ ، يتمثل بعدم احترام واضح من إدارة الفرن ، لأوقات عددٍ من المواطنين، وكأنّ أولئك في نظرهم ” قِطعان غنمٍ ينتظرون موعد تقديم العلف” ..! ، لا يا عزيز المدير ، هؤلاء هم المحترمون ، هم نموذج مشرفٌ من المواطن السوري الصامد الصابر، الذي لم يرضَ أن يغادر تلك البلاد المباركة ، المتمسك بقائده الملهم وجيشه الباسل .
لذا ألا يجدر بكم أيها المعنيون، أن تخرجوا من مكاتبكم العاجية، لتقتربوا شخصياً من الحشود المنتظرة لتخبروهم بموعد التوزيع؟!!
خصوصا أن الساعة باتت الآن الواحدة ظهراً ، ولم يستلم أحد منهم رغيفاً واحداً منذ ساعات الصباح الباكر..!!
أبو علي، مواطن كان ينتظر على دور الخبر، قال للـ”جماهير” :
” والله يا استاذ قدمت للمخبز الساعة 11 ، ووجدت نوافذ الفرن مغلقة، لكني كنت أرى ربطات الخبز تخرج من باب الآليات الثاني، لذا أليس من حقنا أن تكون نوافذ التوزيع مفتوحة، لنأخذ موعداً رسميا على الأقل، كي نعود فيما بعد ، كي لا نبقى واقفين دون أي احترم لكياننا و إنسانيتنا..! “
وتضيف هنا المواطنة ، أم حسن قائلة للـ “جماهير”:
” والله يا إبني أنا مريضة ومسنّة ، ولا أقوى على الوقوف طويلاً ، منذ ساعتين وصلت للفرن، ووقفت على أعتابه ساعة كاملة ، وعدت لمنزلي خاوية اليدين ، وها أنا أعود للفرن مجدداً دون أي جدوى ، فهل من أحد يخبرنا عن سبب إغلاق نوافذ الفرن وما هو الوقت المفترض لبدء التوزيع للمواطنين ؟!! “
وأضافت متسائلة :
” كم يبلغ ثمن طباعة ورقة بيضاء مدون عليها سبب توقف الإنتاج ، و موعد التوزيع ؟؟ ،
– أليس حريّ بهم أن يلصقوها بشكل مباشر على نوافذ الفرن ، وبذلك تُختصر كل تلك المعاناة ، ويعامل المواطن بإنسانية واحترام ؟!! “
الجدير بالذكر أن مخبز حلب الجديدة شمالي ، يتميز حالياً بخبزه الجيد ، وخميرته المميزة، لذا بات من الجدير أن لا يتماشى حُسن الخَبز مع الخُبز فحسب ، بل مع حسنِ تعامل الإداريين مع المواطنين المنتظرين ، فهم بشر لهم مشاعر وحقوق ، ومعظمهم من كبار السن وذوي الدخل المحدود ، تلك الشريحة التي باتت تمثل جزءا كبيراً من الشعب السوري الصامد، المتمسّك بأرضه و عزتّه و ترابه ، فهل من مُجيب……؟!! .
رقم العدد 16316