كل عام وانت بخير يا صانع الخالدين

 

الجماهير / هديل برو

هل آذار بأعياده القومية والاجتماعية ، ولا يخفى على أحد فرح كل معلم بعيده ورغبته في مشاركة زملائه هذه المناسبة ، وقد دأب مجتمع المعلمين على إقامة الاحتفالات في المدارس أو خارجها وتنافست المدارس بموائدها والهدايا المقدمة للمديرين ، كان هذا قبل االسنوات العجاف التي مر بها بلدنا ؛ إذكانت قوة الليرة الشرائية في أوجها ، ولم تكن هذه الاحتفالات تضغط على صدر المعلم ، لكن استمرار هذا التقليد في الظروف الحالية جعل آذار في الأعوام الأخيرة لا يحمل للمعلم العيد فحسب ؛ بل أثقل كاهله بضريبة تعارف المعلمون عليها اجتماعيا باحتفال العيد و موائده إضافة التقدمات إلى الإداريين خاصة في مرحلة التعليم الأساسي، وهذا الأمر بات معروفا حتى لدى الجهات النقابية ، فقد دعا نقيب المعلمين أحمد شومان في المجلس السنوي للنقابة إلى التوقف عما أسماه” الكولكة” للإداريين الأمر المتفشي في مدارس التعليم الأساسي و حث على محاربة الجبايات المالية تحت مسمى هذا اليوم مشيرا إلى ما يتعرض له المتخلفون عن هذا الطقس من حرج بين زملائهم و تصيد للزلات من قبل مديريهم
، ومع ارتفاع الأسعار عند شراء أي هدية وإن كانت رمزية ، تبدو المبالغ المجموعة متواضعة جدا ، ناهيك عن قربه إلى مناسبة اجتماعية أخرى هي عيد الأم ، ما يجعل لهذا الشهر وقعا خاصا على جيوب المعلمين وتلامذتهم على حد سواء ، هؤلاء الذين ينتظرون هذا اليوم ليحتفلوا بمعلميهم ، ويعبروا عن امتنانهم ولو بشيء بسيط ، فيزينون الصفوف ويقتطعون من مصروفهم وقد يضغطون على أهلهم في هذه الضائقة لمجاراة رفاقهم ، واقعين بنفس مأزق معلميهم مع زملائهم ، ولكن لم أفرغ هذا اليوم من معناه متحولا إلى وجبة طعام و هدية شبه إجبارية ، ماذا حل بالقيمة الحقيقية للمعلم الذي قد لا ينتج أبنية ولا بضائع ، إلا أنه البناء الأهم باني الإنسان الذي سيبني الوطن ، فلو قدر وجود أجر ما لما وجد مقابل يعدل جهد المعلم الحقيقي؛ الذي تقبس الأجيال من شعلة روحه و حكمة عقله، حقيقة يدركها المعلم هي الوجدان فلا ينتظر من هذا العيد مكافأة من تلاميذه ، ولا يستغله لتملق أحد لينال حقا أو معاملة خاصة ، الكلمة الصادقة تكفيه فكل عام وأنت بخير يا صانع الخالدين .
رقم العدد ١٦٣٤٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار