ع.فنجان قهوة…قصص لا تنتهي؟!

الجماهير/آلاء الشهابي

قررت اليوم الابتعاد عن ضجيج النسوة، واحتساء فنجاني القهوة بعيداً عن مشاكل الحياة التي أصبحت تتعقد يوماً بعد يوم.

دخلت الحديقة العامة بعد إغلاق طويل، وعدت أشاهد الحياة تملأ زواياها والاختلاف الكبير بين روادها؛ طلبت فنجان قهوة ” اكسبريس” الذي اعتبره اختراق لحرمة القهوة_ولكن لا يوجد بديل_ وبدأت أتابع وجوه الناس التي تغيرت كثيراً، وإذ بصوت ميادة بسليس يملأ أرجاء الحديقة، توقفت عن الكتابة وجلست أسمع صوتها وأترحم عليها، قطع تركيزي بائع اليانصيب وهو يقول لي:” فوري ٥٠ مليون”، ضحكت وقلت له:” يعني فوراً بتقبضني”، قال لي:” أكيد لا… بدك حظ”.

وبعدها جاء بائع غزل البنات لم أستطع إلا تذكر نفسي، وأنا صغيرة وقمت بشراء واحدة، ولكن صدقاً لم أجد طعمها مثل قبل، ربما لأنه لم يعد أي شيء مثل قبل.

وفجأة جاء طفل صغير بعمر ولدي يقول لي:” بسكويتة ب ١٥٠ خالة”، وبدأت الحديث معه، وبعد فترة قال لي:” سوف أذهب لأسترزق”، وتناولت أطيب بسكويت من أطيب قلب مع سماع أنقى صوت.

ومرت أمامي أم مع طفلين قال لها ابنها:” ماما ما بدك تشتري ألك شغلة تأكليها”، قالت له: ” لا بكفي أنت عم تأكل”، فعلاً الأم تبقى أم لا يهمها غير أطفالها.

ربما لو أتيت كل يوم إلى الحديقة لسمعت قصص وحكايا لم أسمع بها من قبل عن أحلام وآلام، وعن وقائع وآمال.

رقم العدد 16389

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار