ميادة بسيليس غياب حزين.. وحضور مختلف!

 

● محمد أبو معتوق

شكلت تجربة المطربة المبدعة ميادة بسيليس مع الموسيقار الأستاذ سمير كويفاتي نسقاً غنائياً وإبداعياً لافتاً، لم يستسلما فيه للترسيمات الغنائية السائدة التي مثلتها الكبيرة فيروز ورسختها روتانا والقنوات اللبنانية الترفيهية كالـ( ال. بي سي) والـ (.أم. تي. ڤي)، إضافة للأغاني المصرية السائدة بشقيها الشعبي التسويقي .. والخفيف الترفيهي..
لقد صنع سمير كويفاتي بثقافته الموسيقية والإنسانية الواسعة.. مزاجاً إبداعياً مختلفاً ارتقى فيه إلى مستوى الأغنية العالمية دون أن ينجز قطيعة مع الذوق الشعبي المثقف، عبر ملامسة وعي إبداعي متحضّر. وقد تمكن سمير عبر هذا الخيار من تطويع صوت ميادة القوي وتحويله إلى صوت مؤثر وذي شخصية وحضور، وبتعاونهما سمير وميادة مع معرّي حلب ورهين محابس كثيرة، الشاعر والباحث الكبير سمير طحان، من صناعة هوية خاصة لمشروعهم الإبداعي المتمثل بإنجاز أغنية حلبية سورية عالمية، أغنية لا تغادر سريعاً أذن وروح المتلقي لها؛ لسلاستها وفتنتها، وطرافة وجدّة دلالاتها، وعذوبة موسيقاها. كل هذا يتمّ تتويجه بصوت ميادة الفريد إذ يشكل هؤلاء الثلاثة المبدعون فريقاً حلبياً من ذهب.
لقد صمدت ميادة وفريقها وأسرتها خلال الحرب، وعبرت في أكثر من مناسبة وحفل عن روح المكان الحلبي الأصيل ورسوخه في الأرض وصموده أمام المستحيل.. ولم تنس هي وفريق عملها التعبير عن قوة الحب وضرورته بوصفه الخيار الأخير..
ولكن ذهاب ميادة السريع والمفاجئ كان ضربة ساحقة لهذا المشروع الإبداعي الجميل، ولكن وجود ابنتها وقيامها بتقديم أغنيات ناجحة للأطفال من شأنه أن يعيد الأمل لهذا المشروع الغنائي الإبداعي بحيث تكمل الابنة والزوج المبدع تعبيد الطريق أمام هذا المشروع الغنائي الفذ طويلاً وعميقاً في عالم النور، ليستمرّ طويلاً.
رقم العدد ١٦٣٤٩

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار