الجماهير / وفاء شربتجي
يقع سوق الشام ضمن المدينة القديمة في حلب ، يعود تاريخ بناؤه للقرن السادس عشر سنة /٩٦٤/ هجري/١٦٥٦/ ميلادي .
يبدأ هذا السوق من داخل سوق المحمص ، وينتهي عند سوق اليبرق ، ولا يوجد أي تفرع داخله .
يحوي على (٣٤) محلاً تجارياً يتوزع على كلا الطرفين لبيع الأقمشة .
يمتاز هذا السوق بقناطر سقفه الجميل ، و محبة أصحاب المحال لمهنهم التي ورثوها أباً عن جد .
سمي بسوق الشام لأن معظم بضاعته من الأقمشة التي هي من صنع الشام ، فمن أراد أن يشتري قماشاً دمشقياً عليه بسوق الشام من غير أن يسافر إليها ، يحوي هذا السوق على كافة أنواع الأقمشة بمختلف الاستخدامات ، مثال : أقمشة برادي ، أقمشة مفروشات ، أقمشة أغطية الأسرّة والوسائد ، وأقمشة مختلفة رجالية ونسائية .
تتنوع الأقمشة من أطلس إلى موبلين إلى كورنيش إلى شراشف قطنية ١٠٠٪ .
كما امتاز بأصنافه الدّمشقية ( كالبروكار ، والكشمير ، والدامسقو ).
حافظ هذا السوق على خصوصيته عبر الزمن ..
وفي عام /٢٠١٢/ م أثناء الحرب الجائرة على مدينة حلب .
أصاب معظم الأسواق القديمة الدمار والحرائق ، حيث وصلت نيران الحريق لبابه الخشبي الكبير المشرف على سوق المحمص ، أي بدايته ، وقد احترقت بعض البضائع داخله ، لكنه لحسن الحظ لم يتأذى كثيراً .
وبتكافل جهود أصحاب المحال مع الجهة الداعمة لبرنامج الأمم المتحدة UNDP الإنمائي ، وتحت إشراف لجنة من مديرية الأثار والمدينة القديمة.
فقد عملت UNDP منذ حوالي العامين على إصلاح البعض من المحال المتضررة جزئياً ، كما قامت باستبدال الخشب التالف بآخر جديد ، وعملت على وضع رفوف جديدة وكراسي وطاولات لجميع المحال حسب طلب كل متضرر ، كما تم تركيب طاقة شمسية داخل السوق لإنارته .
وقد حدثنا أحد أصحاب تلك المحال داخل هذا السوق الشاب (محمد نبهان شب قلعية) عن تعلُّقه بهذا السوق الذي تربى فيه وورث المهنة عن أجداده .
شاكراّ الجهة الداعمة على إعادة ألق السوق لما كان عليه ، آملاً بعودة أصحاب المحال للعمل فيه من جديد ، مستعيداً لذكريات كانت تعبق بوجدانهم ..
وأضاف تلك الأسواق كانت تجلب السعادة للجميع من تجار وسوّاح وزوّار .
وتبقى حلب ملهمة المبدعين على اختلاف أدوارهم في الحياة .
رقم العدد ١٦٣٨٤