الجماهير – أنطوان بصمه جي
احتضنت صالة كنيسة القديسة العذراء للأرمن الأرثوذكس حملة تبرع بالدم نظمها نادي الشبيبة السورية الثقافي بعد الصلاة التي أقيمت بمناسبة مرور 106 أعوام على وقوع الإبادة الأرمنية على يد الأتراك العثمانيين وتلاها مراسم وضع أكاليل الزهور من قبل ممثلي المجتمع الأرمني في حلب أمام النصب التذكاري في باحة الكنيسة وسط حضور حشد من أبناء الطوائف الأرمنية الثلاث.
أوضحت ليزا فستقجيان مديرة مدرسة الرسالة سابقاً وحفيدة المقدم الراحل كريكور هندويان الذي نجا من مذابح الأرمن عندما كان عمره 13 عاماً وتوجه إلى حلب وشغل منصب مدير أحد البنوك السورية، حيث نجا بأعجوبة من سيوف الأتراك وتشكرت سورية البلد الأم بعد أرمينيا التي لم نراها بعد ونأمل في هذا اليوم الحزين من الله أن تعود حقوقنا وأراضينا المغتصبة من قبل العثمانيين ولاحقاً الأراضي السورية التي اغتصبها النظام التركي الحالي.
مهران وارطانيان عضو نادي الشبيبة السورية الثقافي يتم تنظيم حملة التبرع بالدم من قبل أعضاء النادي سنوياً منذ عامأ 2015 أي الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية وأصبحت تقليداً سنوياً نعبر من خلاله عن امتناننا وشكرنا لكل الأشقاء الذين كانوا بمثابة أخوة حقيقيين ساعدوا مئات المهجرين الأرمن.
وأوضحت هيلدا ماركاريان مشاركة في حملة التبرع جئنا اليوم لأتبرع بالدم للشعب السوري عرفاناً بكل ما قدمه لأجدادي الناجين من المذابح العثمانية قاصدين سورية ملاذاً أمناً لهم وللأجيال المتعاقبة بعدهم فهي ليست مجرد ملجأ إنما وطن علينا الاهتمام به بالتشاركية.
وقال المطران “ماسيس زوبويان” مطران حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس راعي الفعالية، إننا نستذكر من خلال حملة التبرع بالدم اليوم شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأغلى ما لديهم، دمهم، وحياتهم من أجل قضيتهم فبعد 106 سنوات أتينا لنؤكد مجدداً أننا سندافع عن قضيتنا ومازلنا موجودين لمتابعة المسيرة من أجل الاعتراف بالإبادة الأرمنية.
من جانبه، بيّن المطران “بطرس مراياتي” رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك اجتمعنا اليوم لنؤكد أن السوريين بكافة شرائحهم هم شعب واحد بالدم الذي نبذله من أجل أرض الوطن فنحن شركاء مع شهدائنا وهذا رمز لما يربطنا وما يجعلنا نضحي بأرواحنا ودمائنا رخيصة من أجل سورية، ونستذكر الشهداء الأرمن والعرب ونقدم الدم مشاركةً في هذه التضحية من أجل أن يعيش الأخرون، فكما ضحى الشهداء بدمائهم النبيلة لكي يعيش ويبقى الوطن فنحن أيضاً جئنا لنقول نحن أبناء سورية ونشارك جيشنا البطل وكل من هو مريض وبحاجة ونبذل دماءنا لكي يحيا الوطن.
بدوره، قال القس “هاروتيون سليميان” رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية علينا أن نذكر ونتذكر ونطالب بكل الحقوق المشروعة والمسلوبة للشعب الأرمني واليوم نحن نواجه عدو واحد خلال العقد الأليم الذي عاشته سورية، فالعدو التركي يسلب الشعب السوري وينهب ممتلكاته ويهجر المواطنين من ديارهم في مدينة حلب والعدو واحد، مضيفاً أن الأرمن اليوم حول العالم يحيون ذكرى الإبادة الأرمنية التي ارتكبتها السلطات العثمانية قبل 106 أعوام من دون رحمة ودم بارد بحق شعب مسالم لا يعرف إلا المحبة وحب الحياة.
تصوير: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٣٨٦