الجماهير/ محمود جنيد
أثارت تلك البقعة المزدحمة بالاطفال المتحلقين حولها فضولنا ما دعنا لاستراق النظر لإجلاء ما اعترانا..
إذاً .. هي الكتاكيت “صيصان ” كانت بطلة المشهد كبضاعة معروضة للبيع يبيعها طفل، وتهافتها أطفال والقطعة الكتكوتية التي نفذت عن آخرها ب200 ل.س…
طفلة مع شقيقها لحّقت حالها وابتاعت آخر “صوصين” وهي ممتنة لحظها، سعيدة بغنيمتها ..
سألناها: كيف ستعتنين بها؟! ..هذه ارواح يجب المحافظة عليها وماذا ستطعمينها ..أم انها لمجرد اللعب والتسلية بها ..معها، فأجابت بأن لديها طعام لها وستعتني بها قبل أن يدخل شقيقها على الخط بحزم ويؤكد بأن لديه اثنين آخرين يعتني بهما وقد كبرا كثيرا وسيحرص على بقائهما على قيد الحياة .واخذ درب طريقه وشقيقته ومضى…..
وولمصادفة وعلى مفترق طرق آخر صادفنا رجل أشرقت ابتسامته وهو يرى السعادة بادية على محيا ولديه وهما يحملان الصندوق الذي يكتنز الصفقة 9 كتاكيت ب1500 ل.س ..وسألنا هل ستدجنها لتنعم واسرتك لاحقا بلحم الدجاج الغالي في السوق دون حلول لمشكلة المداجن وتأمين العلف وما الى ذلك ..؟! فأجابنا وقد أخذ كلامنا على محمل الجد: هي “صواص” مداجن ولايمكن الاستفادة منها بما ذكرت، ويمكن أن نقدم لها البرغل كطعام قد يفي بالغرض والأولاد يتسلون بها…
قال ذلك قبل أن يتداخل أحد المارة بالحديث ويؤضح لنا بأن “الصوص” البلدي قد يصل سعر الواحد منه الى 5000 ل.س وهذا يمكن تربيته والاستفادة من لحمه..وبابتالي وفي الحالتين “ما رح توفّي” وسيبقى لحم الفروج بعيد عن موائد الفقراء إلى أن تفرج …!
رقم العدد ١٦٣٨٧