الجماهير/ محمود جنيد
تلك الصورة تحدثكم بالقصة كلها ..ولم تكن بحاجة للتعليق .
الموقف أخذني في بداية الأمر ، وتسمرت أتابع يد العون لبائع “العرقسوس” وهي تمتد لصاحب الإعاقة الحركية لتسقيه كاساً بارداً “رشفة رشفة” من شراب لم أميزه كثيراً، لأن تلك اللوحة الفريدة شدتني، رأيت فيها الحنان..الرحمة ..التودد..الرعاية..الكرم .. المساندة ..التماسك المجتمعي، في زمن بتنا نفتقد فيه الكثير من تلك القيم في حياتنا وتعاملاتنا اليومية..
و قبل أن أشعر بأن الشراب شارف على النفاد من الكأس، فـ “لحّقت حالي” بصورة توثق الموقف و اللحظة، ليتنبه بائع العرقسوس هنا إلى وجودي ويسألني عن هدف التقاطي للصورة، وعمله هذا ابتغاء وجه الله تعالى و مرضاته، وأن نشرها يدخل الرياء فيذهب الثواب المرتجى من فعل خير بسيط جداً و”مو مستاهل”.
فكانت إجابتي له: بأن في كل ما فعل وقال حكمة وعبرة يجب أن تروى لتكون قدوة في فعل الخير ومساعدة الآخرين.