الجماهير/ محمود جنيد
توقف ” الباص الأخضر” ظهيرة ذلك اليوم عند تقاطع طرق ( العموري ،سوبر ستار، الملاعب )في حي صلاح الدين، لينادي المنادي: “كراجات الراموسة” ..
ردة فعل الناس على هذا التنبيه لوجهة الباص، كانت تشي بأنهم فوجئوا بالأمر ، حتى أن ذلك صرفهم عن معاناة الوقفة الطويلة بانتظار صاحب سرفيس ابن حلال يقبل بنقلهم إلى آخر الخط “باب جنين”، وبدأ النقاش العفوي و التساؤل متى عادت الباصات لتردد كراجات الراموسة ..وهل فعلاً وجدت إحدى المطالب الشعبية طريقها للحل على غير العادة ..؟ أم هي طفرة أشبه بسحابة صيف عابرة؟
النقاش تشعب بين تلك الكوكبة من الأشخاص، الذين عقدوا ما يمكن أن نشبهه مجازاً بالمؤتمر الشعبي النقاشي، حول الهموم الحياتية اليومية التي يتشاطرها الجميع؛ من نافذة مخصصات المازوت المنزلي التي لم يعد لها وجود في تطبيق تكامل حسب مبدأ ” الشباك اللي بيجيك منو الريح سدو و استريح”!، إلى رسالة الغاز التي لحِقت ظاهرة الخسوف وأصبح ظهورها مكسوف، ونظيرتها رسائل الخبز غير المنتظمة وصناعته “التعبانة”، وأرجوحة الأسعار “المهوّرة” التي لم تعد تتهدّا ، وأشباه الرواتب التي لم تعد تكفي “خرجية ” لولد من أولاد هذا الجيل خاصة إذا ما أراد أحدهم ارتياد أحد مسابح الأندية الرياضية التي تقدم “الأركيلة” ومحلقاتها دون حسيب أو رقيب…!!!
النقاش طال، واسطوانة الشكوى العامة حول أحوال المعيشة الصعبة، ودور العجز الحكومي، و الحصار والعقوبات الغربية اللاإنسانية الجائرة في تكريسها واصلت تقديم مقطوعتها “الميلودرامية”على “دقة ونص” .. وبدوري أخذت طريقي ولحقت الباص .!!!!