الجماهير/ محمود جنيد
بلا فال سيئ.. رصدنا هذا المشهد وبالتزامن مع العطل الفني الذي أدى لانقطاع المياه عن حلب مؤخراً لسيارة نصف نقل ( سوزوكي) تحمل خزان مع مضخة ومعدات نقل المياه.. لتعود بنا الذاكرة إلى تلك الأيام السوداء ” تنذكر ما تنعاد” التي مرت على حلب ، وعانت فيها طويلاً من العطش، وكانت أولوية تأمين المياه تتقدم على أي شيء سواها و الفوز الأكبر لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً سواءً بالضخ أو “العتل” الذي أشاع “الديسك” بين العامة التي كسرت ظروف الحياة ظهرها ورأسها..!
لكن ومع محاولتنا تقصي الأمر خوفاً من أن تكون عدوى الأحياء الشرقية، الميسر على سبيل المثال التي اشتكى أهلها من واقع شح المياه في ذروة الصيف و القيظ، قد انتقلت إلى حينا ..والأحياء الشعبية كلها في الهم واحد ، فوجئنا بأن الأمر لا يتعلق بشح المياه و الحمد لله، إنما بتسيير مجاري الصرف الصحي، و هو أمر تعاني منه معظم أبنية صلاح الدين السكنية، وحتى شوارعها التي تجدها في عز الصيف ( مطينة بطين) وقت دور ضخ المياه للحي، دون معالجة رغم الشكاوى المقدمة حسب أحد المواطنين الذي طالب وجواره إيجاد حل لهذه المشكلة، كذلك تسيير مركبات رش المبيدات الحشرية في ظل هجمة الحر المترافقة مع أنواع ضارية من الحشرات و البعوض، والتي تترعرع في الأحياء الشعبية نظرا لانعدام النظافة وانتشار القمامة كعنوان رئيسي لتلك الأحياء ..
و أحدهم من أبناء الحي أطلعني على جسد ابنه ( أربع سنوات) الذي نهشه البق و الناموس ومشتقاتهم، مع الاعتذار عن السماح بالتصوير.!