فضل يوم عرفة

 

بقلم: الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة

ها هو يوم من أكثر أيام الدنيا فضلاً وبركةً ونوراً يُقبلُ علينا، إنه يوم عرفة وهو يوم تواردت الأخبار والآثار على فضل الصيام فيه واستحباب الدعاء فيه، يوم فيه مغفرة ذنوب سنة قبله وسنة بعده، وورد في السنة النبوية أن (صيام يوم عرفة احتسب علَى اللهِ أن يكفّر السنة الَّتي قبله، والسنة التي بعده) رواه مسلم.
ويستحب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا اليوم مثل صلاة النوافل والإكثار من الذكر، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ما مِن أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيام العَشر فقالوا: يا رسول اللَّهِ ولا الجِهاد في سبيلِ اللَّهِ؟
وفي يوم عرفه يعتق الله لرقاب العباد من النار ويغفر لهم الذنوب جميعا، قال رسول الله صلي الله عليه وسلّم (ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا أوأمةً من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة)، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا (ما رُئِي الشيطان يوماً هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقَر ولا أغيظ منه يومَ عرفة، وما ذاك إلَّا لِما يرى مِن تَنزّل الرحمةِ، وتجاوز اللهِ عنِ الذُنوبِ العِظام). وقال صلّى الله عليه وسلّم (إنَ اللهَ يباهي بِأهل عرفات أهل السَماء، فيقول لهم (انظروا إلى عبادِي جَاءونِي شعثًا غبرا).
ويُسن في يوم عرفة الإكثار من الدعاء إذ ورد عنه صلى الله عليه وسلم: (خيرُ الدُعاءِ يوم عرفةَ وخير ما قلت أنا والنَبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيءٍ قدير». وقال عليه الصلاة والسلام (أفضلُ الدعاء دعاء يومِ عرفةَ).
وأخيراً أذكر ما حدّث به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه رجل من اليهود فقال: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ.
اللهم انفحنا بنفح هذه الأيام المباركات وأكرمنا بعودة الأمن والأمان والسلامة والرخاء والاطمئنان في جميع أرجاء وطننا يا خير مسؤل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار